عندما صدر قرار إلغاء الموالد تفرقت آراء الصوفية حول توابع هذا القرار، إلا أنهم اتفقوا على شىء واحد وهو أن "الوهابيون"، كما يصفونهم، هم من وراء هذا القرار لموقفهم المتشدد من الصوفية وخلافاتهم المتجذرة منذ القدم. اتهم بعض مشايخ الصوفية من أسموهم "العلمانيون" بأنهم وراء هذا القرار الذى يقصدون به "الاستخفاف بالإسلام وتهميشه.. فاليوم الموالد وغدا صلاة الجماعة والتراويح وبعد غد صلاة الجمعة، ولا يبقى للإسلام شىء "كما قال الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية، والذى أضاف أن العلمانيين "شمتوا" فى الصوفية بهذا القرار، نافيا أى صدام مع الحكومة بقوله "الأمن والحكومة هم من يحمون الصوفية وموالدهم حتى أن وزارة الأوقاف اتخذت موقفا محايدا من القرار فلم تتدخل وختم كلامه قائلا "هؤلاء العلمانيون أشد خطرا على الأمة من الوهابية". الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية أكد أيضا على فكرة وجود عداء بين الوهابية والعلمانية من جانب والصوفية من جانب آخر، وهو ما كان سببا فى هذا القرار على حد قوله، إلا أنه أضاف عنصرا جديدا للأعداء، وهم الإخوان الذين وصفهم بأنهم سيفرحون بمثل هذا القرار الذى سيضعف ثقة المريدين فى مشايخهم، ليكون استقطابهم سهلا من جانب الإخوان، الشهاوى أكد أيضا على اتهام العلمانيين بالتسبب فى القرار قائلا "حتى يضربوا الصوفية فى مقتل ويحولوا مصر لدولة علمانية". وأكد الشيخ عبد الخالق الشبراوى، أن الإخوان نجحوا بالفعل فى "عكننة" الصوفية هذا العام بإيحائهم للشيخ عبد الهادى القصبى أحد المتنازعين على رئاسة المجلس الصوفى، والذى يتساءل الشبراوى عن علاقته بأحد مرشحى الإخوان فى طنطا، قبل إرساله خطاب لوزارة الصحة يطالب فيه بإلغاء الموالد، الشبراوى أكد مجددا على أن ما حدث فى الموالد المختلفة هذا العام كان سببا جيدا "لشماتة" الإخوان والسلفيين والوهابيين "فى جموع الصوفية، نافيا أن يكون تحميل مسئولية القرار للإخوان خوفا من توجيهه للحكومة، وأضاف "بالتأكيد من يقتنعون بالفكر الوهابى من الإخوان كثير منهم استطاع أن يخترق الدوائر الحكومية ليحرض على هذا القرار"، ونفى الشبراوى أيضا اهتزاز صورة المشايخ لدى المريدين بعد عجزهم عن مقاومة القرار مؤكدا "بالعكس فهم ازدادوا تعلقا بهم وغيرة عليهم وعلى آل البيت أجمعين".
