استنكر د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الأحوال العامة فى المجتمع المصرى، مشيرا ً إلى أن الوضع المتردى الموجود الآن يحدث للمرة الأولى فى تاريخ مصر، حيث الانهيار فى أداء الدولة وانعدام الرؤية السياسية. وقال الشوبكى خلال الندوة التى نظمها حزب الجبهة الديمقراطية بالإسكندرية تحت عنوان "مستقبل الحكم فى مصر"، إن عشوائية القرارات وسوء إدارة الدولة خلق ما يسمى بالمواطن العادى غير المشتغل بالسياسة ولم يعد يأمن على نفسه ولا على أهله، كما حدث مع عماد الكبير وغيره من حالات التعذيب". كما أكد أن تضخم الأجهزة الأمنية فى المرحلة الراهنة بهذا الشكل لم تشهد مصر له مثيلا رغم الدور القوى للمؤسسة الأمنية على مدار أغلب فترات التاريخ المصرى، مشيرا ً إلى أن النظم المتعاقبة على حكم مصر كانت تعمل على حفظ توازن المعادلة السياسية، وأن التضخم الأمنى فى سير المعادلة السياسية يرجع إلى عدم وجود رؤية سياسية وبُعد تام من النظام عن الحياة السياسية. فيما انتقد الشوبكى عدم وجود إطار للقوى السياسية المختلفة يعملون من خلاله الأمر الذى أدى إلى تدهور الحالة السياسية فى مصر. وموضحا ً أن القوى السياسية تعيش أزمة كبيرة بسبب عدم وجود قواعد عامة للاشتغال بالسياسة فى مصر. وأشار إلى وجود 4 سيناريوهات لمستقبل الحكم فى مصر، مؤكدا أن سيطرة جناح جمال مبارك على الحكم لإتمام عملية التوريث أحد السيناريوهات القائمة على قدم وساق، مشيرا ً إلى صعوبة تحقيق هذا السيناريو على أرض الواقع. كما طرح سيناريو آخر للحكم فى مصر، لكنه مستبعد فى الفترة الحالية وهو تحالف قوى بين أحزاب المعارضة والمستقلين من النخبة لتشكيل قائمة معارضة تحصل على أغلبية المقاعد بمجلس الشعب. والسيناريو الثالث هو تصاعد الاحتجاج الاجتماعى فى مصر من الأفراد والقوى المؤثرة داخل وخارج الأحزاب كأفراد واعيين، مشيراً إلى أن تلك الاحتجاجات قد تدفع النظام الحالى إلى تغيير معادلاته الداخلية، بأن يقوم بإصلاح نفسه بشكل ذاتى. مما يؤدى إلى ظهور جناح إصلاحى داخل النظام يتعاون مع تلك الاحتجاجات ويتم تغيير المعادلة السياسية الحالية. وأضاف: هناك سيناريو رابع أقرب للتطبيق يطلق عليه سيناريو الوسط، وهو عبارة عن السعى نحو النضال من أجل التغيير برؤى سليمة وواضحة وواقعية عن طريق تكوين تحالف من كل القوى الحزبية والمستقلين لوضع قواعد ورؤية عامة يتم العمل من خلالها عن طريق الخلط بين ما هو سياسى وما هو اجتماعى لعمل "ملعب" جيد للممارسة السياسية لوضع بديل لما بعد مبارك . هذا وقد انتقد الشوبكى تأخر المحاولات المكثفة من النخب التى تحاول التنسيق فيما بينها لتكوين جبهة للعمل ضد النظام الحالى لمدة 15 عاما . مضيفا ً أنه فى حالة تكوين ذلك الائتلاف فى غضون سنة سيستطيع التأثير على إجراءات التوريث القائمة، الأمر الذى يقرب الوضع العام من سيناريو الاحتجاجات الاجتماعية. مشيرا ً إلى أن القبضة الأمنية لن تستطيع إيقافها، وبخاصة أنها تلجأ حاليا ً إلى تلبية مطالبها، وقال ستتحول تلك الاحتجاجات إلى شكل سياسى يدفع نحو التغيير عندما تعجز ميزانية الدولة عن تلبية مطالب كافة الاحتجاجات الاجتماعية، وطالب الشوبكى القوى السياسية بضرورة الاستعداد لحدوث تغيرات جديدة قبل 2020 .