وأضاف المصدر "أنه تم تحذير السيسى ووزير الداخلية محمد إبراهيم صراحة من أن البرادعى سيستقيل إذا اختارا القوة بدلا من التفاوض، وهو ما يجرد الجيش من مصدره الرئيسى لكسب الاحترام لدى الليبراليين والمدنيين"، هذه كانت فقرة وردت فى تقرير بثته مساء الأربعاء وكالة رويترز كشفت فيه عن الضغوط التى مارسها الغرب على مصر من أجل استمرار اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. التقرير كشف عن ضغوط أخرى مورست على القاهرة، لكن ما لفت انتباهى الأمر المتعلق باستقالة الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، فما المعنى أو الهدف الذى تريد الوكالة أن نصل إليه من الزج باسم البرادعى ضمن الضغوط الغربية على مصر، هل تريد أن تقول لنا من خلال الدبلوماسيين الغربيين الذين نقلت عنهم هذه المعلومات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا كانوا على علم باستقالة البرادعى قبل المصريين أنفسهم، أم أن البرادعى كان ينسق مع الغرب بشأن استقالته، وأنه منحهم ورقة ضغط جديدة على الفريق أول عبد الفتاح السيسى للإبقاء على الاعتصامين كما هما. كلها أسئلة مطروحة بقوة، خاصة فى ظل الوضع الملتبس للمشهد السياسى الذى أعقب إعلان البرادعى عن استقالته، وهى أسئلة لا يجب أن تقودنا إلى درجة تخوين الرجل أو وضعه على مقصلة المتآمرين على مصر لصالح الإخوان، لكن الأمر بحاجة إلى تفسير واضح وصريح من البرادعى شخصيا. شخصيا لا أنكر أن البرادعى يمتلك مبادئ يقاتل من أجل الدفاع عنها، وسبقت أن عارضته كثيرا وأيدته أكثر فيما يعلنه من مبادئ وأفكار، لكنى أجد نفسى أختلف معه بقوة فى استقالته الأخيرة، حتى وإن كان مبرره أن التوصل إلى حل سلمى كان لا يزال ممكنا، وأن القمع الحكومى يساعد المتطرفين، لأنه كرجل مبادئ.. والمبادئ لا تتجزأ فلماذا لم يعلن استقالته من منصبه كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حينما احتلت أمريكا العراق بزعم وجود أسلحة نووية وبيولوجية لدى نظام صدام حسين، وهو ما أعلن حينها أن العراق لا يمتلك هذه الأسلحة، فهل احتلال العراق لا يبرر الاستقالة، وفتح اعتصامى النهضة ورابعة برغبة شعبية جارفة يبدو مبررا منطقيا!!