سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الإخوان» تبحث عن «استبن» جديد .. الجماعة تدرس البدائل المطروحة.. ونوح يكشف مخطط «حصان طروادة» ل«فتح مصر» .. والمليجى: دفع مرشح «غير محروق» من خارج الجماعة.. والخرباوى: الخلايا النائمة كلمة السر
نقلاً عن اليومى.. القراءة الواعية للمشهد السياسى الراهن، تؤكد أن جماعة الإخوان تدرك جيدًا أن مرحلة الرئيس المعزول محمد مرسى، كانت قصة قصيرة، طالت قليلا، وقد نزل الستار ولم يعد ثمة سبيل لأن يستعاد المشهد العبثى. الحشود والمظاهرات وإرهاب «الأهل والعشيرة» فى سيناء وغيرها من ربوع مصر لن تعيد مرسى إلى قصر الاتحادية، ولن يؤدى إلى خروجه محمولا على الأعناق، كما يزعم المخرفون، وهذا أمر يعرفه قياديو مكتب الإرشاد، علم اليقين، وما يفعلونه الآن من دعوات إلى تأجيج العنف وإشعال الفوضى، ليس أكثر من وسيلة ضغط من أجل التفاوض على مطلبين.. هما الخروج الآمن لقيادات الإخوان، وعدم إقصاء الجماعة من الحياة السياسية، تمهيدًا لتقديم مرشح آخر فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. هذا ما يؤكده قياديون منشقون عن الجماعة، وذريعتهم أن «الإخوان» لن تتخلى عن «كعكة السلطة» التى طالما حلمت بالتهامها، وحاولت بشتى السبل الوصول إليها، لمدة أكثر من 80 عامًا. يقول المحامى مختار نوح، القيادى المنشق عن الجماعة: إن من الحماقة أن نتخيل أن «الإخوان» ستتنازل عن مطامعها فى الحكم، وأغلب الظن أن مكتب الإرشاد يبحث عن «استبن جديد» بعد عزل مرسى، ليخدم مشروع «التمكين» الذى تنص عليه أدبيات الجماعة، أو «فتح مصر» الذى جاء فى قضية تنظيم الأزهر التى اتهم بها المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام. ويضيف «ولأن الجماعة نزفت شعبيتها بشكل غير مسبوق، بعد سنة واحدة من وصول مرشحها إلى السلطة، فقد تلجأ إلى الدفع بأحد الخلايا النائمة، بحيث لا يظهر أمام الرأى العام، أنه إخوانى، فيكون بمثابة حصان طروادة، الذى تعود عبره إلى الحكم، ومن المحتمل أيضًا، الدفع بعنصر إخوانى، وإن كان هذا الاحتمال مستبعدًا».. ويقول: إن التيارات السياسية المدنية ستقترف نفس الخطايا، وستكرر أخطاء المرحلة الانتقالية، وستتعرض الكتلة الثورية إلى التفتت مرة ثانية، وهذا قد يؤدى إلى تعزيز فرص «الإخوان» فى العودة إلى الحكم. ويستبعد نوح تطبيق العزل السياسى على الجماعة، قائلاً: «هذا احتمال غير وارد، لأن الجماعة ذات وجود فى الشارع، بمعنى أن لديها كتلة شعبية وأنصارا، لا يمكن تجاهلهم أو إقصاؤهم كليًا، لكن بطبيعة الحال سيحدث إقصاء ومحاكمات لقيادات الجماعة، خاصةً للمتورطين منهم فى أحداث العنف والإرهاب والدعوة إلى سفك الدماء». من جهته، يتوقع الدكتور عبدالستار المليجى، القيادى المنشق عن الجماعة أيضاً، أن يتم حظر جماعة الإخوان، لمنعها من ممارسة العمل السياسى، على اعتبار أنها جماعة أفسدت الحياة السياسية، وربما يسمح للجماعة أن تكون جمعية أهلية لا أكثر. ويؤكد المليجى، أن الجماعة لن ترتكب حماقة الدفع بأحد الرموز الإخوانية إلى انتخابات الرئاسة، لأن الشعب لن يكرر الخطأ، ولن يعصر الليمون مرة ثانية، كما أن الجماعة لن تلجأ إلى أحد الخلايا النائمة، لأن الشعب المصرى صار، بحكم التجربة، قادرًا على الكشف عن الخلايا النائمة. ويقول: سيتم الدفع بمرشح غير محروق، ليس إخوانيًا، وهذا ليس أمرًا ذا تأثير، فالجماعة ليست مهتمة بالأشخاص، وإنما يهمها مشروع التمكين، وفى سبيل أن تتمكن الجماعة من حكم مصر، لا بأس من التحالف مع الشيطان، ولا بأس من إطلاق الأكاذيب، على شاكلة ما حدث، بعد سقوط نظام مبارك، من أكاذيب حول عدم الرغبة بالدفع بمرشح للرئاسة، وعدم السعى نحو الاستحواذ على البرلمان، والرغبة فى تشكيل حكومة ائتلافية، وصولا إلى الأكذوبة الكبرى المتمثلة فى مشروع النهضة. ويضيف، أن الإخوان من أجل الضغط لتحقيق هدف عدم إقصائها، تحاول أن تتقدم دائمًا خطوة إلى الأمام، وتريد أن تفاوض الجيش، من منطلق أنها تملك أوراق لعب رابحة، ومن هذه الأوراق، ورقة الحشود فى الميادين وتعطيل الحكومة الجديدة عن تنفيذ أى إصلاح، ولكى يبقى المعتصمون فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، ثمة عزف يتقنه قياديو الجماعة على أوتار اضطهاد الإخوان، واستهداف الإسلام، وعودة الفلول، والثورة المضادة، وما إلى ذلك من خرافات إخوانية صارت محفوظة لمن يراقب المشهد من الخارج، ولمن يعرف حقيقة الإخوان جيدًا.