تفقد بورصة مصر جاذبيتها أمام المستثمرين يوماً بعد يوم، ولم تكن الأوضاع السياسية وحدها هى السبب فى تراجع شهية المتعاملين، خاصة الأجانب للاستثمار فى سوق الأسهم المصرية، وإنما فقدان السوق للشركات الكبرى التى خرجت من جداولها. وقال محللون فى أسواق المال، إن البورصة المصرية لم تشهد منذ 5 سنوات تقريباً إدراج أى شركة قيادية تعوض التخارج المستمر لما وصفوهم ب"الكبار" من السوق. وسجل العامان الماضيان تخارجاً للعديد من الشركات الكبرى، آخرها أوراسكوم للإنشاء والصناعة، التى استحوذت شركة "او سى أى إن فى" الهولندية عليها، وجرى تنفيذ الصفقة بداية أغسطس الجارى. وقال مسئول بارز فى البورصة المصرية فى اتصال هاتفى مع وكالة الأناضول للأنباء، إن إدارة السوق تسعى لاستيعاب تلك المشكلة من خلال خطة مزدوجة لجذب شركات كبرى إلى السوق سواء مصرية أو خليجية. وأضاف أن إدارة البورصة تجرى مفاوضات مكثفة حالياً مع 5 شركات خليجية، منها شركتان من الإمارات و3 شركات كويتية، وأنه تم التوصل إلى اتفاق شبه نهائى مع شركة السلام القابضة الكويتية للقيد ببورصة مصر خلال الفترة المقبلة، وتم طرح الأمر على وزير الاستثمار المصرى أسامة صالح. ورفض المصدر الكشف عن الشركات الأربعة الأخرى نظراً لعدم التوصل لاتفاق نهائى واستمرار دراسة ملف تلك الشركات، لكنه قال إن المفاوضات مع شركة فاركو للأدوية لقيدها بالبورصة المصرية وصلت إلى مراحل متقدمة. وقال إن إدارة البورصة تعكف حالياً على إعادة دراسة ملف الشركات التى تم شطبها من السوق سواء إجبارياً أو اختيارياً لحثها على إعادة القيد مرة أخرى بالسوق مع منحها تيسيرات أكبر. وشهدت البورصة المصرية شطب شركة فودافون مصر للاتصالات فى منتصف عام 2007 بعد استحواذ المصرية للاتصالات على نحو 45% من أسهمها. كما أدت صفقات الاستحواذ على الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" من قبل فرانس تليكوم وعلى البنك الأهلى سوسيتيه جنرال من قبل بنك قطر الوطنى، وأخير على أوراسكوم للانشاء من شركة "أو سى أى إن في" الهولندية إلى تراجع نسب التداول الحر لهذه الشركات، ما أدى إلى شطبها من مؤشرات السوق الرئيسية.