نسمع فى أوقات معينة من العام على بعض شواطئ المحيط قيام أعداد هائلة من الحيتان بالنزوح إلى الشواطئ إلى درجة ضحلة جدا من المياه مما قد يهدد حياتها وتصل إلى موت أعداد كبيرة جدا من الحيتان سنويا فى هذا الموسم، ويقوم بعض المهتمين بمحاولات إنقاذها ودفعها للعودة إلى المحيط مرة أخرى حفاظا على حياتها.. يستخدمون فى ذلك كل قوتهم ومعداتهم القوية التى يمكن أن تجذب أو تجر حوتا يزن آلاف الكيلو جرامات. ولكن هل تدرك الحيتان انها تقوم بما نسميه نحن انتحارا جماعيا؟؟، أم أنها تتصرف على هواها أو أنها تعتبر أنها فى نزهة أو مغامرة لا تدرى أنها قد تودى بحياتها؟؟، وهل يتصرف المواطنون تجاهها يعتبر حجرا على حريتها فى الموت الجماعى أم هو محاولات حثيثة لإنقاذها ويشكرون على ذلك!! طرأت لدى كل تلك الأسئلة عند بدأ الحديث الحكومى عن إجراءات قادمة لفض اعتصامى ميدان النهضة وإشارة رابعة العدوية، بما يحمل ذلك من احتمالات وقوع ضحايا بشكل شبه مؤكد!! طيب لنناقش الأمر من منظور نظرية الحيتان، إنه لا بديل ولا فصال فى حق المواطنين فى التعبير السلمى عن آرائهم ورفضهم لنظام الحكم أو محاولة توصيل رسالتهم السياسية بالاعتصام، وكلمة السلمى لا تحمل قطعا فى طياتها أشكال العنف مثل قطع الطريق ومنع الأشخاص من حرية الوصول إلى منازلهم والتأثير السلبى على آلاف المواطنين الذين يستخدمون طرقا رئيسية يوميا مثل طريق النصر وغيره، وأن طبقنا شروط الاعتصام السلمى على إشارة رابعة فهو لاشك اعتصام غير سلمى، من قطع للطريق واستخدام دشم وأكياس رمل وخلع كل الأرصفة وعمل أسوار وحوائط فى قلب شارع رئيسى يمثل عنق مدينة نصر بأكملها. أما بالنسبة لموضوع الأسلحة ووجودها من عدمه فالتحقيقات كفيلة بالوصول إلى الحقيقة فيها وأن كان ما نعرفه أن كل مخالفى الإخوان تقريبا تم إطلاق النار على مسيراتهم وتم إطلاق النيران على الشرطة فى أى اقتراب من اعتصامات الإخوان. وأتذكر هنا نظرية الطرف الثالث وفكرة عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط أن البلطجية يقومون بسرقة أسلحة الشرطة حتى تضرب بها المتظاهرين ويبدوا أن الشرطة هى التى قتلت وأصابت المتظاهرين، وهنا أثمن نظرية الأستاذ عصام، وأذهب إلى نظرية البلتاجى فى أن حق المجتمع والمواطنين فض الاعتصامات غير السلمية التى تقطع الطريق وفورا وباستخدام القوة، وأتذكر تصريحات عصام العريان عن نفس الشأن واتفاقه بنسبة 100% مع البلتاجى فى فض الاعتصام بالقوة بواسطة الجيش والشرطة أن تجاوز حدود التعبير عن الرأى. وعلى الرغم أنه لا يعجبنى بأى شكل أداء وزير الداخلية الحالى الذى عينه محمد مرسى ودعمه فى مواقف سابقة ثار عليه الكثيرون من أبناء مصر وخرجوا فى مظاهرات لإزاحته، ومازلت أعتقد أن أساليب فض الاعتصامات بالقوة لديها العديد من الخطوات قبل إطلاق النار والرصاص الحى حتى لو اتسمت بالعنف مثل ما يحدث فى نيويورك ولندن وجنوب أفريقيا وأخيرا فض اعتصامات تقسيم فى تركيا بمنتهى العنف والقسوة. لكن مرسى والإخوان كانوا فى غاية الرضا عن وزير الداخلية الذى أخبر الكتاتنى أن عناصره لم تستخدم الخرطوش وصدقه الكتاتنى، ونحن نثمن طيبة ومصداقية وزير الداخلية والكتاتنى!!، ولذلك فلنعد إلى نظرية الحيتان. عزيزى المعتصم غير السلمى فى رابعة.. وصلت رسالتك وقطعت الطريق وأضريت بمصالح أشقائك- مش إخوانك- المواطنين بما فيه الكفاية وسمعت عن البلاغات التى تمت ضدك من أهالى رابعة وبين السرايات ولاحظت حضرتك مهازل مثل إغلاق جامعة القاهرة تماما، واستخدام الأطفال كدروع بشرية وارتداءهم الأكفان- البيبى سايز- واستخدام أطفال الملاجئ فى رفع لافتات كاذبة مما يمثل جريمة فى حد ذاته.. طيب مستنى إيه؟؟ هل تريد الانتحار الجماعى بعد الفطار فى رمضان.. أم تنتظر أن يبدأ فض الاعتصام لتضرب الداخلية- علقة موت- وتحاول تكرار 28 يناير مرة أخرى؟؟، هل تريد الحفاظ على حياتك وحياة أسرتك وأطفالك الذين أتيت بهم إلى غير مكانهم الطبيعى فى البيت أو المدرسة أو المسجد لتحفظيم القرآن.. وذهبت بهم لاعتصام يوجد احتمالا كثيرة لوجود العنف فيه؟؟، ماذا يتبقى لتذهب إلى بيتك؟؟ ماذا تبقى حتى تفض بنفسك اعتصاما غير سلميا.. ربما تكون أنت شخصيا أحد ضحايا أو قتلى فضه!!، هل تنتظر ليقومون بتصويرك فى لحظات النزع الأخير والاحتضار حتى تنشر صور جثتك فى الفضائيات ويحقق بها الإخوان نصرا مؤزرا فى فضح ممارسات الداخلية؟؟، ألم يصفق مجلس الشعب الإخوانجى لوزارة الداخلية ولفضها اعتصامات سابقة؟؟، ألم يصرح مسلما لديكم أن الداخلية مفيهاش قناصة.. والداخلية مفيهاش خرطوش.. والداخلية مفيهاش عيسوى!!، أم يتحول الأمر الآن إلى تصريحات صفوت حجازى أن الداخلية مفيهاش رجالة؟؟، وينتظر أن يذهبوا إلى رابعة لإثبات رجولتهم؟؟. إن لم تكن تعرف فلتعرف الآن.. اعتصام رابعة سيفض عاجلا أو آجلا.. ومرسى لن يعود إلى الحكم مهما حدث.. عرفت.. طيب.. اعرف كمان انك احتمال وفاتك فى أحداث عنف واردة جدا عند فض الاعتصام؟؟ يمكن يندس عليكم بلطجية حاملى السلاح الآلى والآر بى جى والخرطوش ويتبادلون إطلاق الرصاص مع الشرطة التى تتعامل مع الاعتصام.. أعتقد أن استيعابك أكبر من استيعاب حوت فى المحيط الأطلنطى لفكرة الانتحار.. ولا يجب أن يجروك جرا إلى منزلك للحفاظ على حياتك.. التى لا تريد أن تحافظ عليها. حتى تستخدم الجماعة صور جثتك.. فى إخراج الفيلم الأخير بعد سلسلة مجزرة الساجدين ومجزرة المنصة ومجزرة المعلم بديع وولده صفوت!!