انتقد أعضاء هيئة التدريس بالجامعات ترشيح الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس، لمنصب وزير التعليم العالى، خلفاً للدكتور مصطفى مسعد الوزير المستقيل، وذلك لعدم تخصصه فى مجال التعليم، وكونه ليس جديرا بالقضية التعليمية ولم يشغل أى منصب إدارى داخل أروقة الجامعات، معترضين على تقدمه فى السن، حيث يبلغ من العمر 75 عاماً، مما لا يؤهله لمهام الوزارة فى الفترة الانتقالية الحالية، مؤكدين أن ترشيحه للمنصب جاء بسبب علاقته الشخصية بالدكتور البرادعى، وذلك على حد تعبيرهم. وأكد الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس، رفضه ترشيح الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس لتولى مهام وزير التعليم العالى، قائلا، "فرض شخصية ما على الجامعات دون وجود توافق عليها من قبل أساتذة الجامعات يخلق صراعات فى غنى عنها". وطالب أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس أنه يتم اختيار وزير التعليم العالى من بين أساتذة الجامعات الذين مارسوا العمل داخل أروقة الجامعات، لافتاً إلى أن الدكتور حسام عيسى والمرشح من قبل حكومة الببلاوى لم يمارس العمل الإدارى داخل الجامعات، سواء كعميد أو كوكيل لأى جامعة أو كلية. وألمح يحيى أن يكون اختيار عيسى لتولى الوزارة بهدف ترضية للتيارات الحزبية والسياسية أو للمواقف السياسية، قائلا، "أعتقد ترشيحه جاء ترضية للدكتور البرادعى شخصياً، نظراً للعلاقة الشخصية بينهما". وأشار الدكتور مصطفى عبد القادر، أستاذ أصول التربية بكلية التربية بجامعة عين شمس، ورئيس جمعية شباب المستقبل، إلى أن اختيار الحكومات فى مصر لمنصب وزارة التعليم العالى دائماً ما يتجه إلى شخصيات خارج العملية التربوية والتعليمية، قائلا، "الاختيار الحالى للدكتور حسام عيسى قائم على أهل الثقة، فهو قريب من الدكتور محمد البرادعى والدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء". وأضاف أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أنه لا يتفاءل باختيار الدكتور حسام عيسى لهذا المنصب، مشيراً إلى أنه ليس جديراً بالقضية التعليمية، فتخصصه فى القانون، ولكنه ليس خبيراً فى التعليم ورسم استراتيجياته. واستطرد عبد القادر قائلا، "أهل الخبرة مازالوا مهمشين، ونحن فى مرحلة حرجة كانت تستدعى من القائمين الاتجاه إلى خبراء التعليم فى تلك الفترة الحرجة". وأوضح الدكتور محمد كمال عضو هيئة تدريس بجامعة بنى سويف، أن الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس، والمرشح لمنصب وزارة التعليم العالى فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى، يغلب عليه الجانب السياسى، لافتاً إلى أن العملية التعليمية تحتاج فى الفترة الحالية من يغلب عليه الطابع المهنى والأكاديمى من الناحية العلمية، وذلك حتى يستطيع انتشال الجامعات من أزمتها الحقيقية التى تمر بها. وتابع كمال، أن سن الدكتور حسام عيسى لا يسمح له بالمجهود الشاق، مشيراً إلى أن قانون تنظيم الجامعات يجعله يتفرغ للدراسات العليا فقط، قائلا، "لا يجوز أن نلقى عليه أعباء ثقيلة كوزارة التعليم العالى فى ظل ما تعانيه من مشاكل وأزمات". وتساءل كمال، حول الاختيار قائلا، "هل عدمت الجامعات فلا يوجد من العاملين بها من يصلح لهذا العمل؟". وقال الدكتور عبد الله سرور، عضو هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية، إن الترشيحات المعلنة ليست نهائية، وإنها مجرد مشاورات، مطالباً بضرورة أن يكون الوزير المقبل من أبناء الجامعات ولديه خبرة إدارية بالتعليم الجامعى، ولا يتجاوز السن عن 55 سنة، بحيث يستطيع أن يؤدى مهامه فى تلك الفترة الانتقالية.
