قال متشددون اليوم الأحد، إن طالبان الباكستانية أقامت معسكرات ودفعت بمئات المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب مقاتلى المعارضة الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد فى إستراتيجية، تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة. وبعد أكثر من عامين من بدء الانتفاضة المناهضة للأسد أصبحت سوريا نقطة جذب لمقاتلين أجانب من السنة تدفقوا على البلاد للانضمام إلى ما يعتبرونه جهادا ضد حكام ظالمين من العلويين. أغلب المقاتلين الذين يحاربون إلى جانب جماعات مثل جبهة النصرة التى تعتبرها الولاياتالمتحدة منتمية لتنظيم القاعدة من دول مثل ليبيا وتونس. وأعلن قادة طالبان فى باكستان اليوم إنهم قرروا الانضمام إلى الصراع فى سوريا، قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب "إخوانهم المجاهدين". وقال احد القياديين لرويترز "عندما يحتاج إخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين وكذلك أصدقاؤنا العرب" مضيفا أن طالبان ستصدر قريبا تسجيلات فيديو لما وصفه بأنها انتصاراتهم فى سوريا، ومثل هذا لإعلان يزيد من تعقد الصورة فى سوريا حيث تشتعل الخلافات بالفعل بين الجيش السورى الحر والإسلاميين. ويدير الإسلاميون قوة أصغر وأكثر فاعلية تسيطر الآن على أغلب المناطق التى تهيمن عليها المعارضة بشمال سوريا. وتجدد التوتر مرة أخرى يوم الخميس عندما اغتالت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة أحد كبار القادة فى الجيش السورى الحر بعد نزاع على مدينة اللاذقية، يأتى هذا أيضا فى وقت تحقق فيه قوات الأسد بمساندة من مقاتلى حزب الله ومن إيران مكاسب فى سوريا. وقال قيادى آخر فى طالبان بباكستان طلب عدم نشر اسمه أيضا، إن قرار إرسال مقاتلين إلى سوريا جاء بناء على طلب من "الأصدقاء العرب"، وقال للوكالة "بما أن إخواننا العرب جاءوا إلى هنا طلبا للمساعدة فإننا ملزمون بمساعدتهم كل فى بلده.. وهذا ما فعلناه فى سوريا"، وأضاف "أقمنا معسكراتنا فى سوريا. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتا فى القتال هناك." تنطلق حركة طالبان من مناطق البشتون فى باكستان بامتداد الحدود مع أفغانستان وهو معقل قديم للجماعات المتشددة بما فى ذلك طالبان وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة، ويخوض مقاتلو طالبان فى باكستان المرتبطون بنظرائهم فى أفغانستان المعارك أساسا للإطاحة بحكومة طالبان وتطبيق الشريعة إذ يستهدفون الجيش وقوات الأمن والمدنيين. لكنهم يتمتعون أيضا بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة وجماعات أخرى تنشر مقاتليها فى المنطقة القبلية بباكستان على الحدود مع أفغانستان والتى تعرف باسم المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادى. وفى أحدث مؤشر فى هذا الاتجاه قال مسئولو أمن محليون إن مقاتلين أجنبيين مشتبه بهما قتلا فى هجوم طائرة بلا طيار فى وزيرستان الشمالية، وقال أحمد راشد وهو كاتب باكستانى بارز وخبير فى شؤون طالبان إن إرسال طالبان مقاتلين إلى سوريا من المرجح أن ينظر له على أنه خطوة مرحب بها تجاه حلفائهم فى تنظيم القاعدة. وقال راشد المقيم فى مدينة لاهور الباكستانية "ظلت طالبان الباكستانية بديلا نوعا ما للقاعدة. لدينا كل هؤلاء الأجانب الموجودون فى المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادى والذين ترعاهم طالبان الباكستانية أو تدربهم." وتابع "إنهم يتصرفون وكأنهم جهاديون عالميون ولديهم على وجه الخصوص نفس أغراض القاعدة. أعتقد أن هذه طريقة لترسيخ العلاقات مع جماعات سورية متشددة... ولتوسيع نطاق نفوذهم."