قد يكون عنوان هذا المقال غريباً لبعض القراء أو لعل البعض الآخر يتصور أننى أخطأت فى كتابته، ولكن العنوان صحيح 100%، فالشكر كل الشكر للرئيس السابق أو المخلوع أو المقال محمد مرسى العياط. شكرا له لأنه وحد الشعب المصرى من جديد على قلب رجل واحد وعلى كلمة سواء، بعد أن دبت بينهم الخلافات وانتشر التشرذم والفرقة بينهم، ولو لبعض الوقت، وجعله يخرج عن بكرة أبيه فى مشهد بديع ورائع تقشعر له الأبدان، ولعل القطات التى صورتها طائرات القوات المسلحة فوق ميدان التحرير وميادين مصر المختلفة خير دليل على ذلك. شكرا لأنه كشف نفسه بنفسه، وكشف جماعته التى تتستر وراء الدين، فقد ظهرت نواياه الحقيقية فى التمكين والسيطرة واستبعاد كل الأطراف، وكان هدفه هو خدمة أهله وعشيرته فقط وليضرب المصريين رأسهم فى أقرب حائط. شكرا لأنه أثبت أنه رئيس فاشل بلا سياسة واضحة وبلا رؤية استراتيجية، وبلا أهداف محددة، وكأنه يدير فرن بلدى وليس دولة كبيرة فى حجم مصر. شكرا لأنه قام بإرجاع الشرطة والشعب مرة أخرى إلى أحضان الوطن، واسترد الشعب المصرى العظيم ثقته فى شرطته وجيشه اللذين أثبتا بما لا يدع مجالا للشك أنهما مثال للوطنية والإخلاص والوفاء، وأنهما يعملان فقط لمصلحة هذا الشعب وليس لمصلحة أى نظام سياسى مهما كان، وقد تعلمت الشرطة بالذات الدرس من الماضى أن الانحياز إلى فصيل سياسى معين، أو جعل كل مهمتها هى حماية كرسى السلطة هو خطأ كبير ولن تقع فيه مرة أخرى. شكرا لأنه كشف للشعب المصرى مخططاته لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وتقسيمهم، ودعمه للإرهاب والإرهابيين وإعفاءه عنهم بعد أن كانوا مسجونين ومدانين فى قضايا قتل وعنف، وجلوسه معهم فى قصر الرئاسة وكأن هؤلاء هم من يمثلوا النخبة السياسية فى مصر!! شكرا لأنه كشف الوجه القبيح للولايات المتحدةالأمريكية- ورئيسها باراك أوباما- فى دعمه للإخوان المسلمين ونظامهم الفاشى فى مصر، لأن أمريكا ببساطة لا ترى إلا مصلحتها الشخصية فقط بصرف النظر عما يريده الشعب المصرى، فطالما أن نظام محمد مرسى يحافظ لهم على مصالحهم فى المنطقة، ويضمن أمن إسرائيل فهو حليف استراتيجى لهم، بل الأهم من ذلك أن الرئيس السابق كان يعتقد أنه طالما أن الولاياتالمتحدة راضية عنه وداعمة له، فلن يستطيع أحد أن يزحزحه من على الكرسى أو يسقطه، ولم يع الرئيس السابق ولم يتعلم من دروس التاريخ التى أثبتت أن "المتغطى بأمريكا عريان" كما يقولون فى المثل الشعبى، وأن هناك أمثلة كثيرة لزعماء ورؤساء دول كانوا حلفاء للولايات المتحدة وثارت عليهم الأخيرة، وتخلت عنهم، ومن أشهرهم الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وغيره. لقد كان من الممكن أن يقول الشعب المصرى شكرا فعلا للرئيس السابق محمد مرسى، وكان من الممكن أن يتحول إلى بطل قومى يلتف حوله المصريون عند وصوله إلى سدة الحكم فى منتصف العام الماضى، ولكنه لم يغتنم الفرصة التى أتيحت له، وفضل أهله وعشيرته على جموع المصريين، وفضل أن يكون طوعا لهم بدلا من أن يكون خادما أمينا لهذا الشعب بأسره، فكانت نهايته الحتمية هى الخلع من منصبه، فهو ليس رئيس شرعى بعد أن ثار عليه أكثر من 30 مليون مواطن فى أكبر حشد عرفته البشرية حتى لو كان مجيئه عبر صندوق الانتخابات فى انتخابات حرة ونزيهة.