عاشت الجماهير البرازيلية، ليلة سعيدة، على الرغم من الاحتجاجات والمظاهرات التى تجتاح البلاد، اعتراضا على تدهور الأوضاع الأجتماعية، وسوء الخدمات التعليمية والصحية، فى الوقت الذى تتكبد فيه خزينة الدولة تكاليف باهظة، للإنفاق على المنشآت الرياضية، لتنظيم مونديال 2014، والتى كان آخرها مساء الأحد بالقرب من ملعب "ماراكانا" التاريخى، بمدينة "ريو دى جانيرو". فرحة الجماهير البرازيلية وإنهاء حُكم الأسبان التى تزامنت مع أحداث 30 يونيه بمصر، لم تأت فقط كون نجاح السيلساو فى التتويج بلقب كأس العالم للقارات، للمرة الثالثة على التوالى، والرابعة فى تاريخه، بل جاءت أيضاً، بعدما حقق فوزاً عريضاً على المنتخب الأسبانى بطل النسختين الأخيرتين فى بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008، و2012، وبطل كأس العالم 2010، بثلاثية نظيفة، لينهى هيمنة الماتادور الأسبانى على الكرة العالمية. لقن المنتخب البرازيلى نظيره الأسبانى درساً فى فنون الكرة، وأكد للجميع، أن عائد بقوة لحصد الألقاب والبطولات، تحت قيادة مديره الفنى لويس فيليبى سكولارى، بعد سنوات من التراجع على الخريطة القارية والعالمية، بعد الإدارة الفاشلة من جانب مانو مينزيس، المدير الفنى السابق للسيلساو، فى الوقت الذى لم يقدم فيه المنتخب الأسبانى العرض المنتظر منه، وظهر أغلب لاعبيه بعيدين عن مستواهم المعهود، مثل سيرجيو راموس، الذى أهدر ركلة جزاء، وجيرارد بيكيه الذى تحصل على البطاقة الحمراء، وفرناندو توريس، الذى كان بمثابة "الحاضر الغائب" فى المباراة. هذا الأمر أكده فيسنتى ديل بوسكى، المدير الفنى للمنتخب الأسبانى، فى التصريحات التى أدلى بها خلال بعد المباراة، والتى اعترف خلالها بأحقية المنتخب البرازيلى فى التتويج بلقب مونديال القارات، قائلاً، "علينا أن نهنئ البرازيل باللقب، لقد كانوا أفضل منها على مدار اللقاء، فى الوقت الذى عانينا فيه قليلاً من سوء الحظ"، مضيفاً، "الهدف المبكر الذى أحرزه فريد، ساهم فى اهتزاز ثقة اللاعبين، كذلك الهدف الثانى الذى جاء قبل نهاية الشوط الأول، لا أريد اختلاق الأعذار، فالأفضل هو من فاز". على صعيد آخر، كشف الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، عن الجوائز الممنوحة ل"الأفضل" خلال بطولة كأس العالم للقارات، وحصد نيمار دا سيلفا، مهاجم المنتخب البرازيلى، وبرشلونة الإسبانى، الكرة الذهبية، التى يمنحها الاتحاد الدولى، للاعب "الأفضل" فى البطولة، ونجح نيمار فى إحراز أربعة أهداف خلال منافسات البطولة، كما توج بلقب "الأفضل" أربع مرات فى خمس مباريات خاضها منتخب السيلساو. يأتى هذا فى الوقت الذى حصد فيه أندريس إنييستا، لاعب وسط المنتخب الأسبانى "الكرة الفضية"، فيما جاء باولينهو، لاعب المنتخب البرازيلى، والمرشح للانضمام إلى صفوف توتنهام هوتسبير الإنجليزى فى المركز الثالث، ليحصد جائزة "الكرة البرونزية". كما حصل جوليو سيزار، حارس المنتخب البرازيلى، على جائزة أفضل حارس فى البطولة، بعد مساهمته فى تتويج منتخب بلاده بطلاً لمونديال القارات، جوليو سيزار اهتزت شباكه ثلاث مرات فقط، على مدار المباريات الخمس التى خاضها المنتخب البرازيلى فى البطولة، ليتفوق على إيكر كاسياس، حارس المنتخب الإسبانى، وموسيلرا حارس أوروجواى، وبوفون حارس المنتخب الإيطالى. فى ذات الصدد، منح "فيفا"، جائزة "الحذاء الذهبى" لفرناندو توريس، مهاجم المنتخب الإسبانى، على الرغم من تساويه مع البرازيلى فريد، فى قائمة هدافى بطولة كأس القارات، وتفوق توريس صاحب الأهداف الخمسة على فريد، بفضل التمريرات الحاسمة، فيما حصل نيمار دا سيلفا، مهاجم المنتخب البرازيلى على "الحذاء البرونزى"، بعدما احتل المركز الثالث فى قائمة الهدافين، برصيد أربعة أهداف. جدير بالذكر أن توريس أحرز أربعة أهداف "سوبر هاتريك"، فى مباراة إسبانيا وتاهيتى، والتى انتهت بتفوق الماتادور بعشرة أهداف نظيفة، فيما أحرز هدفاً آخر فى شباك نيجيريا، كما حصل منتخب إسبانيا "الوصيف" على جائزة "اللعب النظيف"، وهى الجائزة التى تسلمها كاسياس حارس الماتادور الإسبانى.