تمكن مجموعة من العلماء من تطوير أول عظام صناعية مصنوعة من الخشب، حيث نجحوا فى صناعة عظام ذات مسام وقنوات مشابهة جداً للبناء الداخلى للعظام الطبيعية، وكان الأمر السائد قبل ذلك هو أن الخشب غير مناسب للعظام الصناعية التعويضية، لأنه قد يضعف ويتعفن داخل الجسد البشرى. وقد وجد فريق من العلماء الإيطاليين حلاً لهذه المشكلة، بتحويل الوحدات المكونة للخشب إلى المادة التى يتكون منها العظم، واستطاعوا بشكل حاسم تحقيق ذلك مع الاحتفاظ بطبيعة المسام فى الخشب، وقام الفريق أولا بتسخين الخشب للتخلص من المحتوى المائى والبروتينات، تاركين المكون الكربونى للخشب، وقاموا بعد ذلك بإحداث التفاعل مع ثانى أكسيد الكربون والأكسجين وحولوها إلى كربونات الكالسيوم، وكانت النتيجة مادة بيضاء لا يمكن تمييزها كيميائياً عن العظام الطبيعية، لكن بنيتها التحتية من الخشب. والمسام والقنوات الموجودة بالمادة، تعنى أن دمجها فى الجسم سيكون أسهل من دمج العظام الصناعية التعويضية الأخرى المصنوعة من مواد كالتيتانيوم، وذلك بحسب الدراسة التى نُشرت فى "Journal of material chemistry". وستسمح هذه المسام للخلايا من الخروج والدخول إلى المادة، كما يحدث فى العظام الطبيعية، كما ستسمح القنوات الموجودة بهذه العظام للأوعية الصغيرة بالنمو من جديد عبر بنية العظام. وكان العلماء قد تمكنوا فى السابق من صناعة عظام مسامية، عبر إحداث فقاعات غازية فى بنية العظام الصناعية خلال تحوله فى عملية التصنيع إلى مادة صلبة، لكن تبين أن العظام المصنوعة بتلك الطريقة هشة للغاية. ولا تعتبر العظام الجديدة المصنوعة من الخشب مناسبة حتى الآن كبديل عن عظام طبيعية بأكملها، لأنها تشبه فى الأساس المنطقة الداخلية للعظم. أما المنطقة الخارجية للعظام الطبيعية فهى أقوى وأقل فى المسام وأكثر كثافة، ورغم ذلك، فإن العلماء الإيطاليين يأملون فى أن يتمكنوا فى نهاية المطاف من تطوير أجهزة تعويضية معقدة من شأنها محاكاة الهيكل العظمى البشرى كلية.