نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن دبلوماسيين وخبراء قولهم إنه على الرغم من أشهر الاختبارات المعملية والتدقيق من قبل العلماء الأمريكيين، فإن السبب الذى استندت إليه إدارة أوباما فى تسليح المعارضة وهوا ستخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية ضد شعبه، غير لا يمكن التحقق من صحته. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا قد أمدوا الأممالمتحدة بأدلة تشكل عينات دماء وأنسجة متعددة، يقول المسئولون الأمريكيون إنها تثبت أن القوات السورية استخدمت غاز الأعصاب فى أرض المعركة.. إلا أن طبيعة هذا الدليل المادى، إلى جانب السرية المتعلقة بكيفية جمعه وتحليله، قد عرضت الإدارة الأمريكية لانتقاد خبراء مستقلين قالوا إنه لا يوجد طريقة موثوقة لتقييم صحتها. وتوضح الصحيفة أن البيانات الفنية، التى قدمتها الدول الغربية الثلاثة ذات قيمة محدودة بالنسبة لمفتشى الأممالمتحدة، الذين يحاولون تحديد ما إذا كان المقاتلون السوريون قد استخدموا أسلحة كيماوية أثناء الصراع المستمر منذ 25 شهرا فى البلاد.. ووفقا لشروط الأممالمتحدة، فإنه لا يمكن الوصول لحكم نهائى إلا عندما يقوم مفتشو الوكالة شخصيا بجمع الأدلة الدالة على استخدام السلاح الكيماوى. لكن لم يسمح لهم بدخول سوريا، فاعتمدت الحكومات الغربية على أدلة مادية تم تهريبها خارج البلاد من جانب المعارضة أو عملاء المخابرات.. ولا يعرف تحديدا من حصل على الأدلة أو الطرق التى استخدموها لحمايتها من العبث بها، حسبما قال خبراء مخضرمون فى التحقيق فى مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال ديفيد كاى، المفتش السابق بالأممالمتحدة الذى قاد فريق البحث الأمريكى عن أسلحة الدمار الشامل فى العراق بعد غزو 2003، "يمكن أن تبذل قصارى جهدك للسيطرة على التحليل، لكن التحليل عن بعد غير مؤكد دائما".. وأضاف أنه من الحماقة عدم التعامل مع هذا الأمر بشىء من الحذر. فيما قال رولف إيكيس، العالم السويدى، الذى ترس بحث الأممالمتحدة عن الأسلحة فى العراق فى التسعينيات: "لو كنت فى المعارضة وسمعت أن البيت الأبيض وضع خطا أحمر على استخدام السلاح الكيماوى، فحينها سيكون لديك مصلحة فى إعطاء انطباع بأن بعض الأسلحة الكيماوية تم استخدامها". وقد دافع المسئولون الأمريكيون بقوة عما وصفوه بالتحليل المستفيض والصارم والمتعدد الجوانب، الذى أدى إلى إعلان البيت الأبيض فى 13 يونيو استخدام السلاح الكيماوى فى سوريا.. ووفقا لاثنين من المسئولين الأمريكيين المطلعين على الأدلة، فالاستنتاج بأن الأسد استخدم غاز السارين تم بناؤه على تقييمات عليمة لعشرات من العينات، التى تمثل هجمات متعددة على مدار عدة أشهر.