فوجئ الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، أثناء مغادرته ديوان عام المحافظة، أمس الأربعاء، بوقفة حضارية نظمتها مجموعة إنقاذ القاهرة والتى تضم مجموعة من المهندسين المدنيين المهتمين بالتراث المعمارى. واصطفت الوقفة على جانبى الرصيف دون عرقلة حركة المرور، وذلك احتجاجاً على التدمير الممنهج للتراث المعمارى للمدينة وما تتعرض له القاهرة التاريخية من تشويه يصل لهدم المبانى المسجلة كآثار والمبانى ذات الطابع المعمارى المتميز. وأكد كمال، تضامنه وتأييده لمطالب الوقفة، مشيراً إلى أنه غير راض عن الوضع الذى آلت إليه المبانى التراثية فى القاهرة حيث أصبح وضعاً مؤرقاً للغاية ويحتاج إلى تدخل سريع كما يحتاج إلى تضافر جهود كل الجهات المعنية العاملة فى مجال الحفاظ على التراث لإعادة القاهرة لرونقها القديم، مشيراً إلى أنه نظراً لعمل جهات كثيرة بالتوازى فى هذا الموضوع قامت المحافظة بإنشاء وحدة القاهرة التراثية لإحداث التكامل بين الجهات المختلفة. وأشار المحافظ إلى أن الوحدة بصدد إقامة ندوة موسعة فى الأسبوع الأول الذى يعقب عيد الفطر بمشاركة المجتمع المدنى والمجتمع المحلى وكافة الجهات المعنية بالتراث لمعالجة السلبيات المتعددة والإضرار الجسيمة التى لحقت بالآثار والتراث العمرانى للعاصمة وذلك من خلال حوار فعال وتشكيل لجان لحصر التلفيات ووضع خطة عاجلة لتفعيل قوانين البناء والحفاظ على التراث واقتراح التعديلات على القوانين إن لزم الأمر. وطالب المحتجون محافظة القاهرة بتجميد تراخيص الهدم والبناء فى القاهرة التاريخية لمدة عام، وإزالة الأدوار المخالفة ومنع توصيل المرافق للعقارات المخالفة، وتكوين غرف عمليات مهمتها تقييم ودراسة الوضع الحالى وحصر المخالفات وتفعيل قوانين البناء وإدخال التعديلات اللازمة عليها وإيجاد حلول بمشاركة المجتمع المحلى والمدنى وجميع الجهات المعنية. ووعد المحافظ ببذل كافة الجهود لتحقيق هذه المطالب التى لا يختلف عليها أى وطنى يخشى على تراث بلده الذى يعد إرثاً للأجيال القادمة، وأشاد المحتجون بلقاء المحافظ بهم وتوجهه إليهم ووعده بالاستجابة إلى مطالبهم.
