كشفت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عن أن أكثر من 20% من الأطفال الأفارقة لم يلتحقوا بالمدارس الابتدائية أو تركوا المدرسة دون استكمال المرحلة الابتدائية. وأضافت اليونسكو، ومقرها باريس فى تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بشكل عام انخفض قليلا العام الماضى مقارنة بعام 2011، فيما تقلصت المساعدات للتعليم الأساسى للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان. ونقل التقرير عن المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" قولها: "نحن نقف عند منعطف حرج، ليس هذا هو الوقت المناسب للمانحين للتراجع"، مؤكدة أنه يتعين على العالم أن يتحرك أبعد من مجرد مساعدة الأطفال على الالتحاق بالمدرسة، للتأكد من أنهم فعلا يتعلمون أساسيات القراءة والكتابة والمهارات الحسابية. وذكرت بوكوفا: "إن التحدى هو فهم الأسباب المتعددة لاستبعاد الأطفال من التعليم، وضمان تلقيهم التعليم على أيدى معلمين مؤهلين فى بيئات صحية وآمنة". وأضافت المنظمة الأممية، وبحسب تحليل جديد بعنوان "الرصد العالمى لتوفير التعليم للجميع"، أن المساعدات المتعلقة بالتعليم الأساسى انخفضت بنسبة 6% بين عامى 2010 و 2011، حيث توقف ستة من المانحين عن تقديم المساعدات للتعليم الأساسى، من بينهم كندا وهولندا والبنك الدولى. ودعت اليونسكو الجهات المانحة إلى تحديد أولويات البلدان والمناطق الأكثر احتياجا، مشيرة إلى أنه تم تخصيص 1.9 مليار دولار فقط للبلدان المنخفضة الدخل فى عام 2011 بنسبة تراجع بلغت 9%، وأقل بكثير من مبلغ 26 مليار دولار اللازم لسد الفجوة المالية للتعليم الأساسى. وذكر تقرير معهد الإحصاء التابع لليونسكو أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعد الأكبر فى العالم من حيث نسبة الأطفال خارج التعليم، إلا أن المساعدات لنيجيريا، والتى تعد موطنا لأكبر عدد من الأطفال خارج التعليم فى العالم، انخفضت بأكثر من الربع من عام 2010 إلى2011. ونبهت المنظمة الأممية بأن أكثر من عشرين فى المائة من الأطفال الأفارقة لم يلتحقوا بالمدارس الابتدائية أو تركوا المدرسة دون استكمال التعليم الابتدائى. وعلى النقيض من ذلك، حققت بلدان فى جنوب وغرب آسيا، والتى ترتفع فيها معدلات التسرب أيضا، مكاسب كبيرة على مدى العقدين الماضيين، حيث خفضت عدد الأطفال خارج التعليم بنسبة الثلثين من 38 مليون فى 1999، إلى 12 مليونا عام 2011. وذكرت اليونسكو أنه "يحرم الأطفال فى المناطق الفقيرة والنائية، والمتضررين من النزاع، أو أولئك الذين ينتمون إلى الأقليات الإثنية والعرقية واللغوية من فرصة للتعليم". ولفتت إلى أن نسبة عدم التحاق الأطفال من الأسر الفقيرة فى المدارس ترتفع إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأطفال من الأسر الغنية، حيث يعد الوصول إلى التعليم أمرا صعبا للغاية، خاصة بالنسبة للفتيات من الأسر الفقيرة فى المناطق الريفية.
