إذا أردت أن تحيا بنجاح فلابد أن تمتلك فلسفة خاصة بهذا النجاح، تلك الفلسفة تجعلك قادرا على فهم ذاتك وذات الآخرين من حولك، وبهذا تستطيع أن تعيش وتتعايش فى سبيل الوصول للأهداف المرغوب فيها. بتلك المعانى نجحت بلدان متقدمة، فامتلاكها للفلسفة الخاصة بها جعلت تلك الدول تقيّم أوضاعها ومن ثم تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، من أجل وضع الرؤية والرسالة والهدف بشكل يحقق معه الكفاءة فى استخدام الموارد والفاعلية فى الوصول لوطن متقدم له ميزته الخاصة، ويعيش ويتعايش فى ظل بيئة دولية عالمية لا ترحم الضعيف. على مستوى الفكر الاقتصادى والسياسى، يحكى التاريخ عن الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، وكيف كانت الحرب شرسة بينهما، فتقوم الشيوعية بتوبيخ الفكر الرأسمالى فى شتى أنحاء العالم فى أنه يطغى على الحقوق للعاملين ونبذهم وعدم طمأنتهم، فما كان من الرأسمالية فى أبلغ رد لها على الشيوعية أن حورت من فلسفتها لتناسب الواقع، فأصرت على حقوق العاملين فى التعويضات المختلفة والقيم الخاصة بهم، وهذا ما يسمى بالنبوءة السياسية المعدلة لنفسها ذاتيا. بنيت أمريكا بالعلم والفلسفة، وبنيت دول أوروبا بالحروب والصراعات العسكرية، وبنيت ماليزيا والهند والصين واليابان بالإرادة السياسية والاقتصادية وإدارتها بشكل واعى ومدروس، فماذا عنا نحن ؟!!. أعتقد أن بناء الدولة المصرية فى عهدها الحالى لا يمت للعلم أو الفلسفة بأى صلة، كذلك لا قدر الله لمصر أن تهاجم جيرانها أو أن تكون معادية استباقيا فهى دولة أمن وسلام، كذلك تغيب عن الوطن فكرة الإرادة القوية التى تحمل معها التغيير الجاد والحقيقى الذى يرعى مصلحة الوطن العليا وأبنائه، نحن أقرب إلى ثقافة تشبه ثقافة "المولد"، والتى تعتمد على البركاوية فى اتخاذ القرارات والفهلوية الإدارية فى التبرير لتلك القرارات. مصر تحتاج إلى مُخْلِص؛ وليس مُخْ لِص..