سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجامعة الأمريكية" تستضيف لقاء نقاشى حول "الصراع فى سوريا".. المحاضرون: الصراعات الداخلية ستستمر لفترة طويلة.. ولابد من حل الأزمة سياسيا.. وإسرائيل هى المستفيد الوحيد من الحرب فى سوريا
نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الأربعاء، اللقاء التاسع لسلسلة مناقشات المائدة المستديرة "ما وراء الأحداث" بعنوان "الصراع السورى.. هل يجر المنطقة لنقطة الانفجار؟"، وقد خصص هذا اللقاء للإعلاميين والصحفيين فقط. حاضر فى هذا اللقاء وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية ومنسق الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية، وشادن خلاف، عضو هيئة التدريس بمركز دراسات الهجرة واللاجئين وقسم القانون بالجامعة، وأشرف الشريف، عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة، ريهام باهى، مدرس العلاقات الدولية بالجامعة، وأدار المحاضرة أحمد محمود، الصحفى بجريدة الأهرام. فى بداية اللقاء قال أشرف الشريف، عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الثورة السورية تحولت إلى حرب أهلية بسبب رد الفعل الواعى من نظام بشار الأسد القوى. وتوقع الشريف أن يستمر الصراع المسلح فى سوريا لفترة طويلة لأنه يعبر عن أزمة تاريخية فى ظل سقوط الدولة السورية، وفقدان الشرعية فكان لابد أن تنفجر هذه الأزمة نتيجة تراكم الاستبداد والظلم والفشل. وأوضح "الشريف" أن قوى الثورة السورية تغيرت عما كانت علية سابقا، ففى البداية كانت القوة الرئيسية هى قوى الديمقراطية والفقراء المهمشين، ومع مرور الوقت ظهر دور القوى الإسلامية "الإخوان، والسلفية الجهادية" فهذه القوى تتفق على معارضتهم لنظام الأسد، لكنهم مختلفون حول مستقبل الدولة. وأكد الشريف أن مسألة الحسم الثورى فى سوريا بعيدة تماما عن الصراع العسكرى المسلح لأن النظام أقوى عسكريا، كما إن المعارضة السورية ليست موحدة ولا يمكن أن تمتلك نفس القدرات القتالية والأسلحة التى يمتلكها النظام. وقالت ريهام باهى، مدرس العلاقات الدولية بالجامعة، إن الأزمة السورية تحدث فى سياق يتسم بالتحول من مرحلة القطبية الأحادية إلى مرحلة تعدد الأقطاب، فهناك دول صاعدة مثل روسيا والصين تتحدى النفوذ الأمريكى وقدرة الولاياتالمتحدة على إدارة الشأن الدولى بمفردها. وأشارت "باهى" إلى أن الأزمة السورية تحولت من ثورة شعبية إلى صراع طائفى، ممكن أن يمتد إلى الدول المجاورة ويصل إلى حرب إقليمية ستدخل فيه بشكل مباشر أطراف دولية من أجل إعادة التوازنات والتحالفات فى المنطقة. ورجحت أن تبقى الأمور فى سوريا على وضعها الراهن، خاصة فى ظل عدم التوافق بين القوى الإقليمية والدولية، وفى ظل رفض نظام بشار الأسد والمعارضة السورية على الجلوس على طاولة حوار واحدة، كما أن احتمالات الحل السياسى ضعيفة فى ظل الوضع الراهن، لأن هناك أطرافا خارجية تأجج الصراع داخليا. وأشار وليد قذيحة، أستاذ العلوم السياسية ومنسق الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية، إلى أن لديه عدة ملاحظات عن مجمل الأحداث التى يمر بها الوطن العربى، وأن مجمل هذه الأحداث ممكن إدخالها فى إطار إنها معركة جنود أو مشكلة جنود، وإن من الخطأ النظر إليها على أنها تهديدا للأمن، ومثال على ذلك أن سوريا لا تمر بمعركة أهلية بين قوى داخلية بقدر أن هذه المعركة هى وجود سوريا أو عدم وجودها والمثال الآخر قريب منا هو نهر النيل والحبشة وهو تهديد للأمن القومى والنظرة فى هذا الموضوع بالتحديد ضيقة. وتابع: "سوريا جزء من المشرق العربى والوطن العربى إلا أنه يجب أن نضع فى الاعتبار أن سوريا فى فترة السبعينات كانت معرضة للشد والجذب حتى أصبحت تحتل موقعا إقليميا مهما، ولها دور بارز فى المنطقة العربية، كما أن حافظ الأسد قد باع سوريا عن طريقين ببناء تحالفات داخلية وإنشاء التحالف بين الأحزاب كالاتحاد الاشتراكى ثم تتطور إلى أنشاء قاعدة للنظام السورى"، مؤكدا أن المستفيد الأساسى من الصراع فى سوريا هى إسرائيل. وقالت شادن خلاف، عضو هيئة التدريس بمركز دراسات الهجرة واللاجئين وقسم القانون بالجامعة، إنه لابد من تقديم الدعم للاجئين السوريين وأغلبيتهم من الشباب، مضيفا أن اللاجئين يبحثون عن الصحة والتعليم، مؤكدا أنه من الصعب أن يعتادوا على العيش حياة طبيعية بعد ما حدث فى البلاد من حروب.