ربما تشكك البعض فى البداية فى جدوى حملة تمرد، وكانت هناك تساؤلات حول الجدوى.. وماذا بعد!، ولكن كان الرد على هذه التساؤلات من الشارع نفسه. عندما تسير فى أحد الشوارع وأنت ذاهب لأحد المشاوير، أو تدخل أحد الأسواق لشراء إحدى السلع، أو تركب وسيلة مواصلات وأنت ذاهب لعملك، أو تذهب لإحدى المصالح الحكومية لإنهاء بعض الأوراق، وتسمع الجميع يتحدث عن تمرد، ويبحث عن استمارات تمرد.. انتوا فين؟ عايزين نشترك فى تمرد، عايزين استمارات، عايزين نوقع، انتوا اختفيتم ليه، انتوا ليه هاديين على مرسى كده. عندما تتقابل يومياً مع مواطنين مصريين، موظفين وعمالا وسائقين ومدرسين، والجميع يطلب استمارات تمرد، ويسأل إحنا معاكم بس هتعملوا إيه. تمرد هى إعادة إحياء للمسار الثورى بشكل ديمقراطى سلمى، الرئيس مرسى تم انتخابه بنسبة 51% وضمن هذه النسبة نسبة ضخمة من خارج جماعة الإخوان، العديد من القوى الليبرالية والحركات الشبابية والثورية والعديد من الشخصيات السياسية التى تنتمى للتيار المدنى «عصروا على نفسهم ليمون» ودعوا مؤيديهم لانتخاب الرئيس مرسى. الرئيس لم يأخذ تأييدا مطلقا، ولكن التأييد مشروط بوعوده الانتخابية التى قطعها على نفسه، بدستور توافقى، وحكومة ائتلافية، ونواب من مساعدين من خارج جماعة الإخوان، وكل هذا لم يتحقق، بل يتم الانقلاب على كل ما وعد به قبل الانتخابات.. لذلك وجب التمرد، فالتمرد مشروع طلما تم كسر العقد بين الحاكم والمحكوم، والتمرد مشروع مادام سلميا. ولكن السؤال الآن: ما الذى سيحدث يوم 30 يونيو، وما الذى سوف يترتب عليه؟.. بداية لابد أن ندرك أن المعركة مع النظام القديم، أو النظام القديم-الجديد (أبودقن)، أو وقوى الماضى، هى معركة نقاط، ومعركة طويلة المدى، ومعركة لابد منها، ومن المميزات الرئيسية لحملة تمرد، التواصل مرة أخرى مع الشارع، وخلق صلات حقيقية مع الشارع، وكذلك استكمال الحوار مع الشارع بشكل مباشر، وعودة الأمل والإيجابية والرغبة فى التغيير. حملة تمرد تعمل الآن بشكل غير مركزى، ونرى يومياً مواطنين عاديين لا ينتمون لأى تنظيم سياسى أو حزب أو حركة، يقومون بجمع التوقيعات للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، كمطلب ديمقراطى مشروع، وكل يوم ينضم إلى حملة تمرد العديد من الحركات والأحزاب والأفراد. ويعتبر يوم 30 يونيو المقبل هو محطة هامة لحملة تمرد، لا يعتبر النهاية بل يعتبر بداية جديدة للحملة، ومحطة جديدة وهامة للثورة المستمرة حتى تحقيق أهدافها، وبالتأكيد الحشد الشعبى هو العامل الرئيسى فى ذلك اليوم، ومطلوب لإظهار الرفض الشعبى للإخوان وحكمهم، ولذلك من المتوقع أن نرى الكثير من الفوضى المفتعلة كما حدث منهم من قبل أمام الاتحادية، ولذلك يجب الحذر.. ويجب عدم اعتبار يوم 30 يونيو هو المحطة النهائية، ولكن هناك الكثير من العمل الذى يجب استكماله، بناء على نتائج اليوم، حتى لا تتكرر نفس الأخطاء التى حدثت بعد 25 يناير، وبعد 11 فبراير، وبعد موجة الاحتجاجات التى صاحبت الإعلان الدستورى.