سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبو الغيط ل"صباح أون":السودان محور أساسى فى السياسة الخارجية..وإيران سربت السلاح ل"حماس" عن طريق الخرطوم....وعلاقتنا بأمريكا لم تكن تبعية..ويستنكر إهانة الجيش مؤكدا أنه شىء مقدس
قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، إن السودان هو المحور الأساسى فى السياسة الخارجية المصرية ودائماً يتم تسميتها بالتوأم، مؤكداً أن السودان عمق استراتيجى لمصر، لافتا إلى أن مصر سعت إلى تخفيف تقسيم السودان من أجل الدفاع عن مصالحه، حتى تصبح مصر على علاقة نشطة مع دول الجنوب، مؤكدا أن العالم الغربى كان مصمما على تفسيخ السودان وتقسيمه من وقت استقلاله. وأضاف "أبو الغيط" خلال حواره على فضائية "أون تى فى" عبر برنامج "صباح أون"، اليوم الأحد، أن وزير الخارجية هو المستشار الأول لرئيس الجمهورية ويعمل على تنفيذ سياسته، مشيراً إلى أنه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان هناك مكاتب للسياسة الخارجية فى آسيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد وزير الخارجية الأسبق، أنه عقب تعيينه وزيراً للخارجية فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك تبين أن الأخير كان مطلعا على ملفه الشخصى، مضيفاً أن "مبارك" أجرى اتصالا معه، قائلاً: "أنا كنت فى اتصال تليفونى مع معمر القذافى، وهو يريد مقابلتك، لأنه معجب بك يا أبو الغيط". وأضاف، أنه غادر مع عمر سليمان إلى ليبيا لرؤية معمر القذافى، على الرغم "من إنى مش معجب بيه من البداية"، قائلا:"مبارك اهتم فى بدايات تعيينى بأن يكون عمر سليمان مرافقاً لى فى جميع زياراتى خارج مصر"، معللاً بأن "سليمان" كان يعمل مع "مبارك" منذ عام 1991 فاكتسب خبرة كبيرة فى هذا المجال، لافتا إلى أن الجلوس مع عمر سليمان فى الطائرات أثناء سفرهم أفاده كثيراً، حيث إنهم تقاربا ذهنيا وتفاهما على السياسات الخارجية. وعن العلاقة المصرية الأمريكية، قال أحمد أبو الغيط، إن العلاقة المصرية الأمريكية معقدة للغاية ولم تكن "تبعية"، لافتا إلى أن هناك مراعاة مصرية لحقائق الوضع الدولى والإقليمى والقدرات الاقتصادية المصرية، مضيفا أن الخلاف بين مصر والولاياتالمتحدة تصاعد بعد غزو أمريكا للعراق، موضحا أن أمريكا قررت غزو العراق وتخيلت أنها تستطيع إقناع مصر للقتال فى أراضى الإسلام- على حد قوله. وتابع: الولاياتالمتحدة قررت من وجهة نظرها إعادة صياغة العالم الإسلامى بعد أحداث "سبتمبر"، مضيفا أن الشرق الأوسط العريض مشروع أمريكى لتغيير الدول الإسلامية من داخلها، موضحا أن الولاياتالمتحدة كانت تضغط على الرئيس السابق حسنى مبارك بأن يتحرك المجتمع المدنى الأمريكى بحريته داخل مصر، لافتا إلى أنه مبارك منع بعض الحرية لبعض المنظمات الأمريكية العاملة فى مصر بالوجود على الأرض. وأكد أبو الغيط"، أن مصر أكبر من أن تقسم وأن يحدث بها حروب داخلية، مشيرا إلى أن الجماعات الجهادية تحت ضغط العالم الغربى الذى يحاربها تبحث عن مناطق للتواجد، كانت فى البداية أفغانستان وبعدها صحارى وجبال اليمن وبعدها انتقلت إلى سيناء لاستغلال وضع النزاع الإسرائيلى الفلسطينى وتواجدت فى سيناء. وأشار أبو الغيط، إلى أنه كان متخوفا من تواجد تلك الجماعات، مضيفا أن اللواء عمر سليمان قال له إن: "بداية 2010 لديه خشية شديدة على سيطرة مصر على أراضى سيناء، وأن الدولة المصرية عليها مسئولية كبيرة لكى تفرض نفسها مرة أخرى على سيناء"، قائلا "الصدام بين حماس وإسرائيل أفقد الدولة المصرية تركيزها فى سيناء، لافتا إلى أن تأثيرات النضال الفلسطينى أثر بالسلب على مصر"، مشيرا إلى أن تسرب السلاح إلى حماس من 2006 حتى 2013 كان يدخل لها من إيران عبر السودان. وتابع: "من الظلم البين أن نحمل رئيس ديوان رئاسة الجمهورية فى عهد مبارك مسئولية السيطرة على مسئولية سيناء، والتى كانت تندرج تحت مسئولية وزارة الدفاع بسيطرتها شبه المطلقة على سيناء ووزارة الداخلية والمخابرات العامة بالإضافة إلى دور المحافظين". وأكد أبوالغيط، أن الرئيس السابق مبارك لم يتصور أن ثورة 25 يناير 2011 سيمثل حدثا كبيرا فى التاريخ المصرى ويتخلى عن سلطته، لافتا إلى أن مبارك لم يهتم ولم يحسم الكثير من المسائل فى توقيتاتها، مؤكدا أنه ظن أن تراكم خبرته سيجعله قادرا على التصدى للأمور. وتابع:" القوات المسلحة حسمت الكثير من المسائل لأن الموجة الشعبية ارتفعت فى 2 فبراير 2011 حين اصطدم المجتمع بموقعة الجمل، مؤكدا أن الجيش لم يطلق النيران فى الثورة، موضحا، أن المشير طنطاوى قال له: "لا يمكن أن نتصدى للشعب وإحنا الشعب." وشدد أحمد أبو الغيط، على أن القوات المسلحة هى الدرع والسيف لهذا البلد، مستنكرا الإهانات التى وجهت لها فى العامين الماضيين، مضيفا أن تلك الإهانات للجيش شىء مخيف لا يصح أن يقال لها "العسكر" لأنها كلمة "مهينة"- على حد قوله. وختم حواره قائلا : "يوما ما هنلجأ للجيش لأنه هو من يحمينا وبلدنا مصانة به، وأقول برسالة واضحة "إياكم والجيش فهو شىء مقدس".