أعلن الرئيس الصومالى، حسن شيخ محمود، أن حكومته تسعى إلى عقد مؤتمر مؤسع للمصالحة الوطنية لجميع الأطراف المتنازعة على الحكم فى مدينة كسمايو الإستراتيجية، جنوب البلاد. ولم يوضح الرئيس الصومالى الأطراف التى ستنضم لهذا المؤتمر. وقال شيخ محمود فى اجتماع لرؤساء الدول الأعضاء فى المنظمة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، أمس، فى العاصمة الإثيوبية أديس بابا، إن ما جرى فى كسمايو من اختيار أكثر من رئيس لإدارتها، كان أمرا لا يتوافق مع الدستور الصومالى. وشهدت مدينة كسمايو فى الأيام الأخيرة اضطرابات أمنية وسياسية جددت المخاوف من نشوب حرب قبلية وذلك بعد الإعلان عن أكثر من رئيس لدولة "جوبا لاند" الإقليمية، التى تشمل كسمايو. ونشبت خلافات حادة بين القبائل حول المناصب الإدارية منذ انسحاب حركة "الشباب المجاهدين" المتمردة من كسمايو خلال معاركها مع القوات الصومالية والكينية، ومن أجل تجاوز هذه الخلافات بدأت فعاليات مؤتمر لتشكيل إدارة جوبا لاند، إلا أن الخلافات تعمقت، بعد خروج عدد من ممثلى القبائل عن المؤتمر؛ احتجاجا على أسلوب توزيع السلطة على القبائل. وجرى انعقاد المؤتمر وتم فيه اختيار أحمد مدوبي، يوم 15 من الشهر الجارى، رئيسا لجوبا لاند فى كسمايو تحت رعاية منظمة "إيغاد" الإقليمية (الهيئة الحكومية للتنمية التى ترعى التعاون والتكامل الإقليمى بمنطقة شرق إفريقيا)، ووسط رفض له من الحكومة الصومالية. بينما تم انتخاب "برى هيرالى" فى مؤتمر آخر انعقد فى نفس المدينة، وسط رضا من الحكومة، بحسب مصادر محلية. ودولة جوبا لاند الجارى تشكيل إدارتها تتكون من محافظات (جوبا، جوبا السفلى (عاصمتها كسمايو)، جوبا الوسطى)، وذلك لتكون إقليما منفصلا عن الإدارة المركزية للصومال على غرار إقليم بونت لاند، بشمال الصومال، ذى الحكم الذاتى، ولكن فى إطار دولة الصومال. وقال الرئيس أيضا إن الإعلان عن أكثر من رئيس فى كسمايو أمر مخالف للدستور، معتبرا أنه نتيجة من نتائج الفوضى التى عمت الصومال على مدى ال 22 عاما الماضية من الحرب الأهلية. وحذر من أن استمرار مثل هذه الأحداث يمكن أن تؤدى الى عواقب وخيمة، وقد تستغلها حركة "الشباب المجاهدين" لصالحها. وكان وزراء الخارجية للدول الأعضاء فى منظة إيغاد، أعربوا، أمس، عن قلقهم من الأوضاع فى كسمايو، وذلك فى إجتماع عقد فى أديس بابا قبل ساعات من عقد اجتماع آخر لرؤساء دول المنظمة يبحث تطورات الوضع فى الصومال. وتنبع أهمية كسمايو، كونها مدينة ساحلية بها ميناء ومطار وقريبة من الحدود مع كينيا.