سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصراعات السياسية تنتقل من ساحات الميادين لأوراق الامتحانات.. خبراء: تكرار ظاهرة إقحام السياسة فى الامتحان كارثة سلبية تهدد بفساد وفشل التعليم.. غنيم: ما تشهده أسئلة الاختبارات من تسييس هى أخطاء فردية
مع تكرار ظاهرة وضع مسئولى الإدارات التعليمية فى عدد من المحافظات أسئلة سياسية فى الامتحانات رغم تشديد وزارة التربية والتعليم على عدم تضمين الامتحانات أى أسئلة ذات طابع سياسى، سأل "اليوم السابع" عددا من خبراء التعليم والمسئولين والقوى السياسية بشأن الظاهرة، فكانت الإجابة وجود مخاوف حقيقية من تحول حالة الصراع والجدال السياسى بين أنصار القوى والأحزاب السياسية من الميادين إلى ساحة الامتحانات والعملية التعليمية. ورصد الخبراء فى مجال التعليم والسياسة عدة وقائع من شأنها تسييس الامتحانات، ومنها ما حدث مع طلاب الصف الثانى الثانوى بإحدى مدارس شبرا الخيمة عندما جاء مضمون قطعة النحو فى امتحان اللغة العربية تدافع عن الدستور الجديد وتكررت أيضاً فى امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوى بالشرقية، وكذلك الأمر عندما جاءت أسئلة الامتحان فى مادة اللغة الإنجليزية للصف الثانى الثانوى الصناعى بمدرسة قلين الصناعية، بمحافظة الغربية وكان أحد الأسئلة عبارة عن حوار بين الرئيس المخلوع وزوجته سوزان والرئيس محمد مرسى، مما أثار عددا من نشطاء الفيس بوك والحركات السياسية لتناول الموضوع مع تعليقات ساخرة. وأيضا يعد ما كشفه مراقبون فى اختبار آخر العام الجارى، لمادة الدراسات الاجتماعية، للصف الرابع الابتدائى، بإدارة غرب الزقازيق التعليمية، من غياب منطقة «حلايب وشلاتين»، فى خريطة مصر الموجودة بالسؤال الأول فى ورقة الأسئلة المقررة على الطلاب، إحدى أبرز الوقائع، وكذلك ما حدث فى امتحان اللغة الإنجليزية للصف الأول الثانوى مما يفيد بقيام إيهاب السلاماوى موجه اللغة الإنجليزية التابع لإدارة شرق التعليمية بوضع عبارة فى الامتحان تقول "فى مملكة الحيوان لا يستطيع الخروف أن يصبح ملكا" فى سؤال "الترجمة" من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية. ومع كثرة الوقائع لتسييس الامتحانات أكد الخبراء أن هناك حدوداً يجب أن يلتزم بها المدرسون الذين يقومون بوضع الامتحانات والمشرفين عليها والالتزام بالمواصفات التى يضعها مركز الامتحانات والتقويم التربوى، كما طالبوا بضرورة اتخاذ قرارات رادعة لمرتكبى هذه الظاهرة لوأدها فى البداية. قال الدكتور محمد خشبة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشورى، إن ما يحدث الآن فى العملية التعليمية بإقحام السياسة فى العملية التعليمية أصبح ظاهرة سلبية تتنامى بشكل ينذر بكارثة على مدار الأعوام المقبلة إذ لم يتم مواجهتها بشكل رادع وبكل قوة من قبل وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم ومسئولى الإدارات التعليمية. وأضاف خشبة ل"اليوم السابع" أنه مع تكرار هذه الظاهرة السلبية التى من شأنها إفساد عقول التلاميذ والعملية التعليمية سيتم عقد جلسات استماع بمجلس الشورى بالتنسيق مع وزير التربية والتعليم لمواجهة هذه الظاهرة والتى تعد سقطة كبيرة فى حق التعليم والعلم. وأكد خشبة أنه رغم ما يحدث فهى حالات فردية بعدد محدود من المدارس التى يزيد عددها على 40 ألف مدرسة، إلا أنه مع الوقت تتزايد الظاهرة التى تؤكد أن هناك صراعا وجدلا سياسيا انتقل من الشارع إلى ورقة الامتحانات وهذا ينذر بخطر حقيقى لأن هذا الأمر يتزايد فى امتحانات الابتدائية والإعدادية التى لا يستطيع التلاميذ فى هذه السن تكوين رأى سياسى حقيقى. وحمل خشبة مسئولى وزارة التربية والتعليم تزايد الظاهرة، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة من مسئولى الوزارة لواضعى مثل هذه الامتحانات التى من شأنها إدخال السياسة فى التعليم بكل أشكالها. وقال الدكتور ياسر محرز، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إنه يجب على جميع القوى السياسية والحزبية والإسلامية أن ترفض فكرة تسييس التعليم، وذلك لخطورة هذا على العملية التعليمية نفسها وخطورتها على التلاميذ، لافتا إلى أن تكرار ظاهرة وضع أسئلة فى الامتحانات عن السياسة هى ظاهرة سلبية تؤثر سلبا على التعليم. وأكد محرز ل"اليوم السابع" أن الإخوان مع حرية الرأى والتعبير لكن لتحقيق ذلك هناك قنوات شرعية يمكن التعبير فيها مثل الأحزاب والمؤتمرات والندوات والعمل الميدانى، لكن ليس من حرية التعبير أن يتم إدخال العمل السياسى فى العملية التعليمية لأن هذا الأمر يفسد التعليم لأنه سيتم إدخال كل الآراء والصراعات السياسية مما يؤثر على عقلية الطلبة فى مختلف المراحل العملية التعليمية. وطالب محرز المعلمين بعدم الزج بالعمل والصراع السياسى فى التعليم والامتحانات لكى تبقى العملية التعليمية نقية وقادرة على بناء مصر، لافتا إلى أن تحقيق هذا الأمر سيجعل شخصية الطالب مستقلة وبعيدة عن الصراعات الحزبية والسياسية. كما طالب محرز جميع القوى السياسية بعمل ميثاق أخلاقى يقتضى إبعاد العملية التعليمية عن السياسة. وأكد الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، أن ما تشهده أسئلة الامتحانات فى الفترة الأخيرة من تسييس، هى أخطاء فردية، عوقب أصحابها على الفور، وتم منعهم من وضع الامتحانات بعد ذلك، مضيفا "لن نسمح بتسييس العملية التعليمية". وشدد غنيم، فى تصريحات صحفية له، على ضرورة الالتزام بمواصفات الورقة الامتحانية من قبل واضعى الامتحانات، مشيرا إلى أن مخالفة هذه المواصفات يعرض مرتكبها للمساءلة القانونية، مستشهدا بواقعة موجه اللغة الإنجليزية بكفر الشيخ، واستنكر إقحام السياسة فى الامتحانات، وشدد على عدم تكرار هذه المخالفة. وأضاف غنيم أن الوزارة بصدد إصدار قرار جديد منظم لكل من التوجيه الفنى والمتابعة الإدارية، وأنه سيتم منح صلاحيات كبيرة للمستشارين، بمقتضى هذا القرار بهدف القضاء على كل ما يكبلهم أو يعوق تأدية مهامهم فى الميدان. من جانبه قال الخبير التربوى يحيى العقيلى، إنه شخصيا لا يمانع أن تتعرض سواء الامتحانات أو المناهج إلى النواحى السياسية للطلاب لأن عدم تعرضهم إلى هذه الناحية يخلق جيلا جاهلا سياسيا ولكن شريطة ألا يساء إلى أى من الشخصيات السياسية أو التعرض بتحيز لشخصية سياسية بعينها أو لفصيل معين على حساب باقى الفصائل السياسية ويجب أن نخلق أجيالا مثقفة واعية من كل الوجوه السياسية. وقال يحيى "كفى ما تعرضت له الأجيال السابقة منذ ثورة 23 يوليو 1952 من جهل بالشئون السياسية حيث كان يعتبر على مدار هذه العقود كل من يتعرض للأمور السياسية فى التعليم كأنه خارج على النظام الحاكم وما تم فى الآونة الأخيرة من انتقادات حتى لشخصية الدكتور مرسى من أزجال وأشعار شىء جيد، حيث كنا فى العقود السابقة التى تلت ثورة يوليو نمجد فى الحاكم وكأنه ملاك من السماء لا يخطئ وكنا نصفق ونهلل للحاكم حتى إن أخطأ فى قرارات وهذا له أضراره على شخصية الحاكم نفسه الذى يتوهم أنه قديس جاء من السماء ومعصوم من الأخطاء".