رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن تقاعس الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إزاء الأزمة السورية، ليس ترددا، وإنما يعبر عن نظرية يتبناها الرجل، تشير إلى أن تبعات التدخل فى الأزمة أكثر خطرا من التقاعس. ولفتت فى تعليق أوردته عبر موقعها الإلكترونى، إلى أنه رغم تزايد الضغوط على أوباما لتغيير نهجه إزاء الأزمة السورية، إلا أنه حتى الآن لم يتزحزح عن موقفه الحاسم بحسب وصف المدافعين عنه. وعزت المجلة موقف القيادة الأمريكية إلى حقيقة أن إراقة الدماء وإنفاق الأموال فى الحرب على العراق لم يتمخض عن فرض النظام فى هذا البلد التعس، على حد وصف المجلة التى استبعدت استعداد الشعب الأمريكى لإهدار المزيد فى سوريا. ونوهت المجلة إلى أن أوباما خلال جولات المحادثة المتكررة عن الأزمة السورية، اتخذ موقف المحاذر المتطلع إلى الاقتناع أولا، بأن الخيارات العدوانية الأكثر تشددا قد تثنى الرئيس السورى، بشار الأسد، عن حساباته وتشبثه بالسلطة، وأن هذه الخيارات لن تزيد الأمور تعقيدا. إلا أن أوباما حتى الآن لم يقتنع بجدوى الخيارات المتشددة، ولهذا لم يتخذ قرارا بتزويد قوات المعارضة السورية بأسلحة قاتلة، وهو ما وسع الفجوة بين موقف أوباما وموقف حلفائه، بحسب المجلة. وأسقطت المجلة على قضية السلاح الكيماوى، مشيرة إلى اتهام حلفاء أوباما بأن خطوطه الحمراء كانت مرسومة سلفا منذ العام الماضى لردع ما بدا كما لو كان استعدادا لشن هجمات وشيكة.