سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إذاعة صوت أمريكا: واشنطن لا تزال تحاول تقويم علاقتها مع مصر.. وخبراء: إدارة أوباما تحاول التكيف مع الواقع السياسى الجديد.. و51% من الأمريكيين يطالبون حكومتهم الربط بين الدعم وضمان حقوق المواطنين
قالت إذاعة صوت أمريكا، إنه بعد ما يقرب من عام من انتخاب الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين رئيساً للبلاد، فإن الولاياتالمتحدة لا تزال تحاول أن تعيد تقويم علاقاتها مع مصر، والتى ظلت لعقود واحدة من أقرب الحلفاء لواشنطن فى الشرق الأوسط. وأضافت الإذاعة فى تقرير لها عن العلاقات المصرية الأمريكية، قائلة: إن الرئيس محمد مرسى وعد الناخبين منذ انتخابه فى يونيو الماضى بأنهم سيحصلون على حريات مدنية أكثر مما كان عليه الحال فى عهد سلفه المخلوع حسنى مبارك، إلا أنه لم يفِ بالعديد من وعوده، ولذلك تجد إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما صعوبة بشكل متزايد فى الوقوف معه، مع التمسك بمطالبها بالحرية واحترام حقوق الإنسان فى مصر، والنتيجة كما يقول محللو الشرق الأوسط، هى علاقة تزداد تعقيدا بين القاهرةوواشنطن. فيقول مايكل وحيد حنا الخبير فى السياسة الخارجية بمؤسسة القرن فى واشنطن، إن وزارة الخارجية الأمريكية تحاول أن تتكيف مع الواقع السياسى الجديد فى مصر، ويضيف حنا إن التواصل الأمريكى مع مصر ضرورى، إلا أنه يتعين على واشنطن أن توضح لمرسى وللإخوان المسلمين أن الدعم الأمريكى ليس بديلاً عن دعم مواطنى مصر. ويؤكد حنا أهمية تلك الرسالة بالنسبة لحلفاء أمريكا غير الديمقراطيين فى المنطقة، مشيراً إلى أن هذا التواصل المشروط يمثل الطريق الوحيد المعقول للمضى قدما أمام الولاياتالمتحدة. وتوضح "صوت أمريكا"، أنه منذ فوز الإخوان المسلمين فى أول انتخابات ديمقراطية تشهدها مصر منذ ستة عقود، واجهت الجماعة التى كانت محظورة من قبل مهمة تطهير الفساد والتغلب على القمع السياسى الذى زاد فى عهد مبارك. وكان التقدم الذى تم إحرازه فى أفضل الأحوال بطيئاً، وقد أشار تقرير الخارجية الأمريكية السنوى عن حقوق الإنسان إلى أن تحول مصر نحو الديمقراطية يكتنفه الاضطراب السياسى، فضلا عن انهيار القانون والنظام والأعراف الاجتماعية الراسخة. ويقول التقرير، إن هذا الانهيار كان له أكبر أثر على العناصر الأكثر ضعفاً فى المجتمع والتى تشمل النساء والأقليات الذين أصبحوا هدفا للهجمات العنيفة. أما الدكتور جيمس زغبى رئيس المعهد الأمريكى العربى فى واشنطن، فيقول إن إدارة أوباما ربما تبحث نهجا أكثر تشددا إزاء القاهرة، ولو فعلت ذلك، فإن ستحظى بدعم جماهيرى كبير فى أمريكا. ووفقا لاستطلاع أجراه المعهد مؤخرا، فإن 13% فقط من الأمريكيين يؤيدون الإخوان المسلمين، بينما لا يعتقد 53% أن الجماعة لديها التزام بالديمقراطية، والأكثر أهمية أن 51% من الأمريكيين يعتقدون أنه ينبغى على الحكومة الأمريكية أن تصر على ضمان الحقوق لكل المواطنين كشرط لأى دعم أمريكى. ويقول زغبى، إن رفض الإخوان منح حقوق متساوية للمرأة وللأقباط وأيضاً قمعهم للمعارضة أدى إلى الضرر بصورتها، ويقترح الخبير الأمريكى إعادة هيكلة للمساعدة الأمريكية لمصر لتكون أكثر حساسية إزاء الحقائق الموجودة على أرض الواضع، بما يمنح صناع القرار نوعا من المرونة. من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن الخارجية الأمريكية تضغط على الكونجرس من أجل الموافقة على 450 مليون دولار كمساعدات مباشرة لمصر منذ الخريف الماضى، إلا أن الكونجرس يسعى إلى فرض ضغوط على القاهرة بدلا من تقديم دعم غير مشروط. ونقلت الإذاعة عن النائب الجمهورى إد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب قوله: "إن نهجنا هو بالأحرى نهجا محسوبا بربط المساعدات بنتائج تتعلق بمعاهدة السلام مع إسرائيل والتعاون فيما يتعلق بالتعامل مع أنفاق التهريب إلى غزة، ويتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وضمان الحقوق المدنية وسيادة القانون داخل مصر". وكان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل دعا فى زيارة له لمصر مؤخراً الحكومة التى يقودها الإسلاميون إلى المضى قدما فى الإصلاحات لضمان استمرار الدعم الأمريكى، إلا أن عمرو دراج، القيادى الإخوانى الذى تولى وزارة التخطيط مؤخرا، رأى أن وضع شروط على المساعدات الأمريكية يمثل نهجا خاطئا. وقال: "إن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية، لكن للحفاظ عليها، فإنها يجب أن تكون صحيحة ومبنية على المصالح المشتركة، والمساعدات الأمريكية هى استثمار فى المصالح،ولو بدأنا الحديث عن الشروط، فلن تكون علاقة سليمة". من جانبه أوصى نجيب ساويرس، رجل الأعمال القبطى الداعم لحزب المصريين الأحرار الليبرالى، واشنطن بعدم التدخل، إلا أنه قال إن عليها أن تتواصل مع الإخوان، وتؤكد دعمها للشعب من خلال التذكير دائما بأنه أيا كان من يحكم مصر فعليه احترام القانون واستقلال القضاء والحريات المدنية لكل المواطنين والحفاظ على الحقوق الأساسية.