أعلن وزير الداخلية التونسى لطفى بن جدو (مستقل) اليوم الأربعاء إن بلاده ستطلب من جارتها الجزائر "المساعدة" لنزع ألغام تقليدية زرعها مسلحون مرتبطون بتنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى" فى جبل الشعانبى بولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر. وأفاد بن جدو فى مؤتمر صحفى أن بلاده ستطبق قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2003 ضد هذه المجموعة "الإرهابية" ومجموعة أخرى "متفرعة عنها" متحصنة بجبال فى ولاية الكاف (شمال غرب). وأوضح إن الألغام التقليدية المزروعة فى جبل الشعانبى مشابهة لتلك التى استعملها تنظيم القاعدة فى أفغانستان ضد القوات الأمريكية، وأن كاشفات الألغام العادية والكلاب البوليسية المدربة "عاجزة" عن كشفها قائلا: "سنتصل بالجزائر (..) لعلهم يساعدوننا فى هذا المضمار". وأوضح أن هذه الألغام "مصنوعة صنعا يدويا بحتا من الأمونيتر (مادة كيميائية تستعمل فى تسميد الأراضى الزراعية) والبلاستيك والجليسيرين (..) وتنفجر عند المرور عليها أكثر من مرة (..) وقد اشتهر بها تنظيم القاعدة وعانى منها الأميركيون فى أفغانستان". وتسبب انفجار أربعة من هذه الألغام بجبل الشعانبى فى إصابة 10 من عناصر الحرس الوطنى (3 بترت أرجلهم وآخر أصيب بالعمى) و6 من الجيش (اثنان بترت أرجلهما) حسبما أعلن الثلاثاء العميد مختار بن نصر الناطق الرسمى باسم وزارة الدفاع. وردا على سؤال لفرانس برس حول موقف وزارة الداخلية من مطالب عناصر الأمن بتفعيل قانون الإرهاب ضد المجموعات "الإرهابية" قال لطفى بن جدو "قانون الإرهاب سارى المفعول (..) ولا بد أن نفعله". وذكر بأن المجموعتين المتحصنتين بجبل الشعانبى وجبال الكاف تنتميان إلى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى. وأوضح أن حوالى 20 شخصا نصفهم تونسيون والبقية جزائريون يتحصنون فى جبل الشعانبى وأن 11 آخرين (لم يحدد جنسياتهم) متحصنون فى جبال الكاف. ويطالب عناصر الأمن فى تونس بتفعيل قانون مكافحة الإرهاب بعدما أصيب الكثير منهم خلال مواجهات مع مجموعات سلفية متطرفة. وقال الوزير إن قوات الأمن اعتقلت اليوم فى مدينة القصرين شخصا كان فى الجبل مع مجموعة الشعانبى دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وذكر بأنه تم الاثنين اعتقال الشخص الرئيسى الذى كان يزود مجموعة الشعانبى بالأغذية. وفى 21 كانون الأول/ ديسمبر 2012 أعلن وزير الداخلية السابق على العريض أن "كتيبة عقبة بن نافع" سعت إلى إقامة معسكر فى جبال القصرين قرب الحدود مع الجزائر وتكوين خلية فى تونس تابعة للقاعدة. وكانت الكتيبة تنوى "القيام بأعمال تخريبية (فى تونس) تحت عنوان الجهاد أو إحياء الجهاد وفرض الشريعة الإسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الدينى) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وإرسالها للتدرب فى معسكرات تابعة للقاعدة فى ليبيا والجزائر"، بحسب على العريض.