قتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح مئات آخرون أمس الأحد فى دكا فى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومئات آلاف الإسلاميين المطالبين بقانون جديد ضد الإلحاد والتجديف. وأطلق المحتجون صيحات التكبير وهتفوا "فليشنق الملحدون" وسار النشطاء من حركة حفظة الإسلام على طول ست طرق سريعة على الأقل وأعاقوا حركة السير بين دكا وغيرها من المدن والبلدات. وصرح مسئولون فى الشرطة لوكالة فرانس برس، بأن نحو 200 ألف شخص ساروا إلى وسط دكا حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وآلاف المحتجين الذين رشقوهم بالحجارة. وقال ضابط فى الشرطة "معظم الحق أن ثلاثة قتلى نقلوا إلى مركز دكا الطبى الخاص وستة قتلى إلى مستشفى البركة". وأشار المسئول الإدارى فى مستشفى البركة، فى اتصال هاتفى مع فرانس برس، إلى أن القتلى الستة الذين نقلوا إلى هذا المستشفى أصيبوا برصاص فى الرأس. وأكدت الشرطة أنها استخدمت فقط الرصاص المطاطى خلال هذه المواجهات، ومع ذلك، بحسب شهود ووسائل الإعلام المحلية، تم إطلاق مئات الرصاصات الحية لتفريق الإسلاميين الغاضبين الذين أحرقوا مركزا للشرطة وآليات ومحالا تجارية. وتأتى هذه المسيرة فى إطار سلسلة من الاحتجاجات التى تنظمها حركة "حفظة الإسلام" التى ظهرت حديثا وتطالب بإنزال عقوبة الإعدام بكل من يسىء إلى الإسلام. وتقول إنها نظمت هذا الاحتجاج لعرض 13 مطلبا من بينها حظر اختلاط الرجال والنساء وإدخال الشريعة الإسلامية إلى الدستور. وهدد زعماء الحركة بشن حملة واسعة للإطاحة بالحكومة إذا لم تتم تلبية مطالبهم. والشهر الماضى نظم أنصار الحركة إضرابا عاما وتجمعا لمئات آلاف النشطاء للمطالبة بوضع قانون بخصوص الكفر والإساءة إلى الإسلام. ووصف النقاد مطالب الحركة بأنها مطالب لتحويل بنجلاديش إلى بلد مثل أفغانستان أيام حكم طالبان. ورفضت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التى تقود منذ 2009 حكومة علمانية فى البلد الذى تسكنه غالبية من المسلمين، المطالب بإصدار قانون حول الكفر والإساءة إلى الإسلام. واتهم حزب رابطة عوامى الحاكم بزعامة حسينة حركة حفظة الإسلام بأنها بوق للمعارضة التى أعربت عن تأييدها لاحتجاجات الأحد. وتتهم الجماعات الإسلامية المتشددة حكومة حسينة بمحاولة مضايقة المعارضة من خلال سلسلة المحاكمات على جرائم الحرب التى قيل إنه تم ارتكابها خلال حرب الاستقلال فى 1971. وأدين فى المحاكمات حتى الآن 3 إسلاميين حكم على اثنين منهم بالموت، وقتل أكثر من 100 شخص خلال الاحتجاجات على تلك المحاكمات منذ يناير من هذا العام.