اهتمت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية باحتفال الأقباط بعيد القيامة، ليلة أمس السبت، وقالت إن الاحتفال أقيم فى نفس الكاتدرائية التى كانت موقعا لاشتباكات طائفية قبل أسابيع. وأشارت الوكالة إلى أن الأقباط، الذين يمثلون حوالى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 90 مليون نسمة، طالما شكوا من التمييز، وأصبحت الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين أكثر تكرارا بعد انهيار الأمن فى أعقاب ثورة 25 يناير والإطاحة بمبارك. كما يأتى الاحتفال فى الوقت الذى تشهد فيه البلاد استقطابا شديدا، فى ظل غضب الليبراليين العلمانيين والمسيحيين، وبعض المسلمين، من الاتجاه الذى تسير فيه البلاد، ويختلفون فيه مع الكتلة الإسلامية التى تدعم الرئيس محمد مرسى. وأوضحت الوكالة أن تلك الاختلافات تجلت فى الكنيسة عندما قرأ البابا تواضروس الثانى قائمة بأسماء مسئولى الحكومة الذين هنأوه بالعيد تليفونيا. حيث قام الحاضرون للقداس بالتصفيق الحاد عندما ذكر البابا اسم شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الذى يعتقد أنه فى صراع سلطة مع الإخوان المسلمين، كما صفقوا أيضا عند ذكر اسم الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم. وتحدثت "أسوشيتدبرس" عن الإجراءات الأمنية المشددة التى أجريت أثناء القداس، وأوضحت أن مسئولين رفيعى المستوى ومنهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون وأيضا شخصيات إسلامية معارضة لمرسى قد حضروا الاحتفال، فى حين أرسل الرئيس مرسى مندوبًا عنه هو وزير الإسكان لحضور الاحتفال، وتحدث مع البابا ورؤساء الكنائس المسيحية الأخرى لتهنئتهم بالعيد. وترى الوكالة أنه بالرغم من هذا الاستعراض للوحدة، إلا أن بعض الشخصيات الدينية قد اتهمت بإشعال التوترات الطائفية، وتطرقت إلى ما حدث فى الخصوص وما تلاها من أحداث أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وهى الأحداث التى أدت إلى انتقاد نادر من البابا تواضروس ل"مرسى" لعدم حماية الكاتدرائية التى تمثل أيضا المقر البابوى. وتناولت الصحيفة أيضا الجدل بسبب تصريحات قيادى إخوانى اعتبر تهنئة الأقباط بعيدهم لا تتماشى مع التعاليم الإسلامية. لكن سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، هنأ الأقباط بالعيد على "فيس بوك" وصلى من أجل الوحدة. وصرح عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، للوكالة من داخل الكاتدرائية أثناء الاحتفال قائلا: مصر فى الأزمة، ولن نخرج منها ما لم نتحد.
