سيناء... الجزء الغالى على كل مصرى والبقعة المباركة، أقسم المولى عز وجل فى كتابه العزيز بجبل الطور، يقول الله تعالى: "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين" (سورة التين). فى الخامس والعشرين من إبريل من كل عام نحتفل بذكرى استرداد سيناء الحبيبة وعودتها إلى حضن الأم الغالية مصر، وما أجمله من احتفال! وما أعظمها من مناسبة! فى هذا اليوم من عام 1982 انسحبت إسرائيل من سيناء. بعد توقيع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد، والتى جاءت تتويجا للعبور العظيم فى العاشر من أكتوبر 1393هجرية، السادس من أكتوبر 1973ميلادية. سيناء لها مكانتها الدينية، فعن طريقها دخل الإسلام مصر، حينما عبر الصحابى الجليل عمرو بن العاص، بجيشه أرض سيناء ودخل العريش، جاءته رسالة من فاروق الأمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، جاء فيها: "إذا كنت قد دخلت مصر فسر على بركة الله وإذا كنت لم تدخلها فعد بسلامة الله" وذهب من العريش إلى الفرما ثم إلى بلبيس ثم إلى الفسطاط، حاملا للمصريين دين السلام، فاستقلبه المصريون بالترحاب لأنهم علموا أن الإسلام هو دين التسامح والعدل والمساواة. وعلى جبل الطور، فى سيناء كلم الله موسى تكليما، ،ولقد أرشد القرآن الكريم إلى نعم سيناء وخيراتها، يقول الله تعالى: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" سورة المؤمنون (20). ولقد ارتوى تراب سيناء بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل تحريرها من اليهود المغتصبين، فيجب علينا أن نذكرهم بكل فخر وأن ندعو المولى أن يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته. سيناء... أرض طيبة تمتلأ بالخيرات، فينبغى علينا جميعا حكومة وشعبا، الحفاظ على سيناء بكل ما أوتينا من قوة والاتجاه إلى تنميتها وتعميرها زراعيا وصناعيا وتجاريا والاستفادة من المساحات الشاسعة فى الزراعة حتى نحقق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية، بديلا للاستيراد. إن الاهتمام بسيناء يحقق الرخاء ويقضى على البطالة بتوفير فرص العمل للشباب والخروج من الوادى الضيق الذى نعيش فيه لزيادة كثافتها السكانية والحفاظ عليها ضد أى مطمع أو اعتداء. ولا يفوتنا أن نوجه الشكر والتقدير إلى جيش مصر الباسل صاحب العزيمة القوية والإرادة الصلبة، الذى قدم ملحمة بطولية فى حرب أكتوبر، فكان انسحاب إسرائيل ثمرة من ثمرات هذا العبور العظيم. اللهم احفظ مصرنا الغالية من كل سوء، واجعل شعبها على قلب رجل واحد وارحم شهداء قواتنا المسلحة الشجعان.