بمزيج رائع من الحضارة الكورية الأدبية وثقافة الجامعات المصرية عقدت ندوة "الشرق يلتقى بالشرق" فى كلية الآداب بجامعة التى قدمت دراسات نقدية ثقافية من الجانبين بمشاركة نخبة من أساتذة الكلية ووسط حضور كثيف من طلاب الجامعة. وتناولت الندوة بالشرح والتحليل نماذج من الأعمال الأدبية والشعرية المترجمة للغة العربية وفى مقدمتها ديوان "أماكن خالدة" للشاعر الكورى الكبير كو أون، ورواية "المدينة اللعبة" للكاتب الكورى لى دونج ها، ورواية "موعد مع أخي" للكاتب الكورى لى مون يول، والقصص الشعبية الكورية تشون هيانج. فى بداية الندوة، أكد الدكتور عبد اللطيف الصباغ عميد كلية الآداب أهمية عقد هذا الملتقى الثقافى كوسيلة للتعارف وتحقيق التقارب بين الشعوب، مشددا على أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين كوريا الجنوبية ومصر رغم بعدهما الجغرافى. وتحدث الدكتور بارك جاى يانج، المستشار الثقافى والإعلامى لسفارة جمهورية كوريا، عن تطور الأدب الكورى المعاصر، حيث أوضح أن الأدب الكورى ينقسم إلى أدب قديم كلاسيكى والذى يختلف عن الحديث فى صفاته وموضوعاته، حيث تأثر الأدب الكلاسيكى بالكونفوشيوسية والبوذية والشيمانية، وأكبر المؤثرات البوذية ويليها التأثير الكونفوشيوسي، خاصة تحت حكم مملكة جوسون. أما الأدب الحديث فتطور عبر اتصاله بالثقافة الغربية، ودفع بها إلى الاتجاه إلى المدنية، وسادت التيارات الأدبية الأوروبية فى الأدب الحديث. وفى النهاية تحدث د.أحمد علواني، مدرس النقد الأدبى، حول مقاربة الواقع فى رواية "موعد مع أخي"، قائلاً إن الكاتب يطرح قضية فصل شبه الجزيرة الكورية إلى بلدين: "شمالى" و"جنوبى"؛ ولكنه لا يعرض القضية من المنظور التاريخى السياسى؛ بل من المنظور الفنى الإنسانى. ويأتى هذا الطرح الفنى عبر سرد الكاتب لتاريخ أسرة، تشظت وانشطرت إلى شطرين، شطر فى الجنوب، وآخر فى الشمال. ويتجلى ذلك بوضوح من عنوان الرواية: "موعدٌ مع أخى". وأعرب المشاركون فى نهاية الندوة عن أملهم فى أن يكون هذا اللقاء الثقافى بداية نحو تعزيز أواصر التعاون والتفاهم بين مصر وكوريا الجنوبية بما يؤدى إلى تعميق التعاون المشترك فى جميع المجالات.