عقدت وزارة الخارجية اليوم اجتماعاً مع سفراء الدول الأفريقية المعتمدين بالقاهرة للاحتفال بيوم أفريقيا الذى يواكب الخامس والعشرين من مايو من كل عام، ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963. وقال أبو الغيط إن تحول منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقى يمثل تطوراً طبيعياً اقتضته الحاجة للتعامل مع التحديات التى بات يفرضها الواقع الدولى الراهن، حيث تم فى إطار الاتحاد الأفريقى إعادة توجيه دفة العمل الأفريقى المشترك لتركز على التعامل مع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكامل الإقليمى والسلم والأمن، على أساس من الملكية الأفريقية والاعتماد على الذات فى المقام الأول. ووعد أبو الغيط فى كلمته التى ألقتها نيابة عنه السفيرة منى عمر مساعد الوزير للشئون الأفريقية، السفراء الأفارقة بأن تبذل مصر قصارى جهدها أثناء رئاستها لقمة عدم الانحياز التى ستعقد بمدينة شرم الشيخ شهر يوليو المقبل، من أجل خروجها بالنتائج التى تتطلع إليها القارة الأفريقية سواء فيما يخص الموضوع الرئيسى للقمة الخاص بالتضامن الدولى من أجل السلام والتنمية أو بالنسبة لسائر الموضوعات المهمة المطروحة على جدول الاجتماعات وأهمها الأزمة المالية العالمية، مؤكداً على أن مصر ستعمل على نقل قضايا وانشغالات الدول الأفريقية إلى أروقة حركة عدم الانحياز بحثاً عن تسويات وحلول مناسبة لها. ودعا وزير الخارجية الدول الأفريقية إلى التكامل الإقليمى وتحرير تدفقات التجارة والاستثمار البينى تنفيذاً لمعاهدة أبوجا 1991، مشيراً إلى أن العولمة الاقتصادية والاجتماعية أفرزت العديد من المتغيرات، وظل نصيب القارة الأفريقية من ثمار التقدم العلمى والتكنولوجى وحركات رأس المال وتدفقات التجارة الدولية ضئيل للغاية ولا يتناسب مع وزن القارة السكانى وإمكاناتها الطبيعية والبشرية. وأشار أبو الغيط إلى أن مصر كانت ومازالت داعمة لأفريقيا بالعديد من المبادرات والمنح، حيث قام الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا خلال العام الماضى بتدريب 597 متدربا من 47 دولة أفريقية، وتنظيم 27 دورة تدريبية، وتقديم 77 منحة ما بين مساعدات غذائية ودوائية، فضلا عن تقديم 102 منحة ما بين تعليمية وتدريبية، كما يصل عدد الخبراء المصريين المتواجدين فى الدول الأفريقية حاليا إلى 286 خبيراً، كما تحرص مصر على المشاركة بفاعلية فى عمليات حفظ السلام فى القارة ب 2350 مشاركا ما بين مراقبين عسكريين ومكون شرطى فى تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وليبيريا وجنوب السودان ودارفور وبوروندى والصحراء الغربية. وأدارت السفيرة منى عمر حواراً مفتوحاً مع السفراء الأفارقة الذين اشتكوا من ضعف التناول الإعلامى المصرى لقضايا القارة الأفريقية والمجتمع الأفريقى، وطالبوا مصر بتنظيم لجان مشتركة مع باقى الدول الأفريقية التى لا تجمعها بالقاهرة لجان مشتركة. ودعا عدد من السفراء الأفارقة إلى وضع آلية لتنوير الشباب الأفريقى الموجودين بالقاهرة، خاصة أن هناك أكثر من 50 ألف دارس أفريقى بالجامعات المصرية. ومن المتوقع أن يقيم السفراء الأفارقة احتفالاً غداً بقصر محمد على بالمنيل، وتنظم وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الثقافة احتفالية فنية بعد غد الثلاثاء بدار الأوبرا المصرية بمشاركة فرق فنية من غانا وأنجولا.