هناك مواقف نتصرف فيها بتلقائية بشكل صحيح، إلا أن هناك مواقف أخرى نصاب فيها بالارتباك، لذلك سنحاول الرد على تساؤلات القراء حول كيفية التصرف فى مواقف معينة دون إحراج الآخرين أو التسبب فى مشاكل لأنفسنا أو لمن نحبهم. السؤال لأيمن صلاح يقول، والدى منفصلان، وللأسف علاقتهما سيئة مما يسبب مشكلة كبيرة فى المناسبات، وخاصة الأعياد ورمضان وأعياد ميلاد الأولاد، كما يتسببا فى إحراجى أمام أهل زوجتى، هل يصح أن أدعو كلا منهما بالتبادل فى المناسبات؟. الإجابة هى، بالطبع هذا الوضع يجب التصرف فيه بحرص وهدوء للمحافظة على علاقتك بأبويك، ولا ترضى أحدهما على حساب الآخر، ولكن أنت أيضا لك حياتك الخاصة ولست مطالبا بتحمل نتائج أخطاء أبويك أو تدفع أنت وأسرتك الصغيرة فاتورة ما حدث من خلافات فى الماضى، من رصيد استقراركم العائلى وسعادتكم الحالية والمستقبلية. ولا شك أنك تحملت ما يكفى بعد طلاقهما نتيجة سوء العلاقة، ومن حقك أن تستمتع الآن وتجنب أولادك وزوجتك ما تعرضت له، لذلك يجب أن تركز أولوياتك على إرضاء وإسعاد عائلتك الصغيرة، وهى زوجتك وأولادك وأن تضع القواعد والتقاليد التى تناسبكم لقضاء العطلات والمناسبات العامة، لأن هذه القواعد هى التى سترسخ فى ذهن أبنائك وسيطبقونها مع أولادهم فيما بعد. وأحداث الحاضر هى ذكريات المستقبل، ولكى يكونوا أزواجا وآباء أسوياء، يجب تنشئتهم بشكل صحيح وتكون لديهم ذكريات سعيدة مرتبطة بالمناسبات العائلية، حتى لا تتولد لديهم مفاهيم مشوشة عن العائلة والاجتماعات العائلية وترتبط لديهم بأنها عبئا أو مصدرا للنكد. حاول أن تكون صريحا مع والديك، وتخبرهما بأنك تدعوهما من أجل قضاء وقتا طيبا مع أحفادهما وليس لتصفية خلافات قديمة فى المناسبات، مثل رمضان، من السهل جدا الفصل بينهما فى دعوات الإفطار، فما الداعى لدعوتهما معا؟ على أن يكون أهل زوجتك قاسما مشتركا فى الدعوتين، وبذلك يتسنى لكم جميعا قضاء إفطار عائلى هادئ مرة مع والدتك والآخر مع والدك. وفى الأعياد يمكنك زيارة كل منهما على حدا ولا تدعوهما معا لمنزلك، وإذا أصرا على دعوتكم للغذاء مثلا فى نفس الوقت، يمكنك أن تتفق معهما أنك ستقضى اليوم الأول مع أهل زوجتك، والثانى معهما تتناول الغذاء مع أحدهما والعشاء مع الثانى، وفى المناسبة التالية أعكس الوضع. فى أعياد ميلاد الأولاد، إذا كان الجمع بينهما مستحيل تحدث مع الأكثر تفهما منهما واتفق معه على أن يأتى للاحتفال بأحفاده قبل حضور الضيوف، أو بعد انصرافهم، ووضح له أنك تحبه بنفس قدر الطرف الآخر، ولكن من حق أولادك أن يقضوا وقتا مرحا وهادئا مع كل أجدادهم، وأنك اضطررت للفصل منعا لحدوث المشاكل. أما المناسبات التى لا يمكن تكرارها مثل حفلات التخرج أو الزفاف أو ما شابه ذلك، لا شك ستكون مضطرا لدعوتهما معا، مع التشديد عليهما بأنهما يجب أن يحاولا ضبط أعصابهما من أجل أحفادهما.