نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً تحليلياً للباحث الأمريكى دانيال برومبرج يعلق من خلاله على التحدى الحقيقى الذى يواجه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، والضغوط الكبيرة التى سيتعرض لها عند تقديم خطابه المنتظر إلى العالم الإسلامى من مصر، ويرى البعض أن هذا التحدى يكمن فى القيادة المصرية على اعتبار أنها جزء من المشكلة. ويقول برومبرج إن الهدف الرئيسى وراء هذا الخطاب هو تقديم رؤية واضحة حول كيفية تقليص حجم الفوهة الثقافية والأيديولوجية والسياسية التى تفصل بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامى. ولعمل هذا، اقترح بعض المسئولين الأمريكيين على أوباما أن يلقى خطابه من الأرض التى قضى أيام شبابه فوقها؛ إندونيسيا. ولكن بريق الشرق الأوسط الخطير بما يتسم به من موقع جغرافى وإستراتيجى هام، قد خطف أنظار المسئولين وجعلهم يعيدوا النظر فى هدف الخطاب. واختار أوباما بحنكة سياسية بالغة القاهرة منبراً لتوجيه خطابه، هذا الخطاب الذى سيرفع من مكانة مصر الإقليمية ويضعها فى مركز ائتلاف حتى يتمكن من عزل إيران وإحلال السلام بين إسرائيل والعالم الإسلامى بأكمله. ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية على ما يبدو ستتخلى عن مناقشة واسعة النطاق حول العلاقة بين العالم الإسلامى والولاياتالمتحدة مقابل تضييق نطاق التركيز على قضايا أمنية، حتى وإن كان من شأن هذه الخطوة تعزيز "دون قصد" النظام الاستبداى. ويقول برومبرج إن إستراتيجية الإدارة الأمريكية من ناحية السياسية الخارجية قد ضربت على الوتر الصحيح هذه المرة، وذلك لأن الغضب إزاء فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية فى التوصل إلى حل دائم قائم على أساس الدولتين لفض النزاع الضارى بين إسرائيل وفلسطين، كان العامل الهام الوحيد الذى توحدت حوله شعوب العالم الإسلامى بمختلف جنسياتها وثقافتها ومجتمعاتها. ويضيف الكاتب أن العاهل الأردنى، يدافع عن "حل ال57 دولة" القائم على تحقيق السلام بين إسرائيل وال57 دولة الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى، ويكمن الهدف الإستراتيجى وراء هذه المبادرة الطموحة فى مواجهة إيران بخيار رئيسى، إما أن تؤيد عملية السلام بين العرب وإسرائيل، أو تعارض جميع حكومات العالم الإسلامى. ويرى الكاتب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية يجب أن تنظر أين تطأ قدمها فى المرحلة القادمة، وأن تدرك أنه فى حال تبنت واشنطن أى نظام سياسى لدولة عربية ما أثناء ملاحقتها لإستراتيجية السلام الجديدة، فإنه يتعين عليها إضعاف مصالح هذه الدولة عند معالجة القضايا التى تؤثر على علاقة الولاياتالمتحدة بالعالم الإسلامى. ويتساءل: كيف نضمن أن أجندة واشنطن الخاصة بالعالم الإسلامى لن تقتصر فقط على توفير الأمان والأمن؟ ويجيب على جزء من هذا التساؤل تلميح السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، روبرت جيبس، أن خطاب أوباما لن يوجه لحكومات وإنما للشعوب. يقول الكاتب إن الرئيس الأمريكى يجب أن يرفع صوته من أزقة القاهرة المغبرة والمزدحمة، ليؤكد على جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية الحثيثة لمواجهة المتشددين الإسلاميين عن طريق الترويج لعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين كجزء لا يتجزأ من إستراتيجية واسعة النطاق لمساعدة الحكومات وقوات المعارضة على التصدى للتحديات الداخلية المعقدة. وتشمل هذه التحديات مهمة بناء المؤسسات السياسية التى تعطى صوتاً فعلياً لمن لا صوت له. ويرى الكاتب أنه إذا لم تناقش مشكلات التمثيل بشكل مباشر، سيزيد اتساع الفجوة بين الأنظمة والشعوب.