تحتضن مدينة جدة السعودية الواقعة على ضفاف البحر الأحمر، المحطة الأخيرة من بطولة كأس السوبر الإسباني في حلتها الجديدة، في دربي بكل المقاييس يضع ريال مدريد وجاره اللدود أتلتيكو وجها لوجه مجددا بعدما التقيا للمرة الأولى والوحيدة بهذه البطولة، في 2014. وفي هذا اللقاء المرتقب الذي سيقام الأحد بملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة)، سيلتقي مشروع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي يقترب من أفضل مستوياته، بفريق يمر بمرحلة انتقالية واضحة تحت قيادة الأرجنتيني دييجو سيميوني لكنه يعود لأجواء التنافسية التي أصبحت جزأ لا يتجزأ من هويته خلال السنوات الأخيرة. ويتطلع الميرينجي لحصد لقب كأس السوبر الإسباني الحادي عشر في تاريخه والغائب عن خزائنه منذ عام 2017 الذي بدأت بعده هيمنة برشلونة على البطولة حين كانت تنحصر في مباراة واحدة. أما الروخيبلانكوس فسيسعى للتتويج بالكأس للمرة الثالثة في تاريخه بعدما فاز به للمرة الأولى في 1985 على حساب البرسا ثم في 2014 عقب فوزه على الملكي، في مواجهة كانت الوحيدة التي جمعت بين الفريقين المدريدين بهذه البطولة حتى الآن. ويبدأ كأس السوبر الإسباني حقبة جديدة في السعودية، ومن سيتوج باللقب في هذه النسخة سيكتب صفحة جديدة في تاريخ حدث رياضي يشهد عملية تحول جديدة حيث أقيمت النسخة الماضية منه في مدينة طنجة المغربية، لكن اعتبارا من الآن سيذهب التغيير إلى أبعد من ذلك بعدما ضمنت السعودية احتضان المسابقة لثلاثة مواسم في وجود أربعة أندية تنافس على اللقب. واعتبارا من الآن لم يعد الأمر يتعلق ببطل متوج، وهذه هي الحالة في نسخة 2019 نظرا لأن الريال والأتلتي على السواء لم يتوجا بأي ألقاب الموسم الماضي وكان برشلونة هو بطل الدوري الإسباني في حين توج فالنسيا بكأس الملك. وودع هذان الأخيران البطولة في حلتها الجديدة بعدما سقط فالنسيا أمام الملكي (1-3) في نصف النهائي في حين خسر البرسا (2-3) أمام أتلتيكو في مباراة نصف النهائي الأخرى. ومع ذلك، يخوض الريال والأتلتي نهائي كأس السوبر في أفضل لحظاتهما، فالملكي لم يتجرع الهزيمة في أخر 15 مباراة برصيد عشرة انتصارات وخمسة تعادلات ويتقاسم الصدارة مع برشلونة المتفوق بفارق الأهداف. من جانبه، سارع أتلتيكو مدريد وتيرة تقدمه ووضع الأساس للعب أفضل ونتائج جيدة إذ وجد سيميوني التوازن على أرض الملعب والطمأنينة في النتائج، فمنذ سقوطه بهدف دون رد على ملعب واندا متروبوليتانو أمام برشلونة في الثاني من ديسمبر الماضي، تمكن الروخيبلانكوس من تصحيح المسار. وقد يحصد زيدان في جدة لقبا جديدا وعلى الرغم من أن البعض لم يكتف بكل ما حققه مع الريال حتى الآن وينسبونه للحظ، إلا أن المناورات واللمسات التكتيكية التي أظهرها خلال الفترة الأخيرة عززت مكانته كمدير فني. وسيسعى المدرب الفرنسي، المتمرس والخبير في النهائيات، ليحصد في السعودية عاشر لقب له كمدرب بعدما قاد الملكي للتتويج بدوري الأبطال الأوروبي في ثلاثة مواسم متتالية، وبالليجا مرة وبكأس السوبر الأوروبي مرتين وبمونديال الأندية مرتين وبكأس السوبر الإسباني مرة. ولم يواجه "زيزو" مشكلات في جدة رغم غياب كل من ماركو أسينسيو والبلجيكي إيدن هازارد والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بيل وسيخوض النهائي بدونهم. وقد لا تفلح أمام الأتلتي خطة المراهنة على خمسة من لاعبي الوسط التي استعان بها زيدان في نصف النهائي، لذلك قد يراهن على رودريجو أو فينيسيوس جونيور في الهجوم ضد الجار المدريدي. من جانبه، لا يحتاج سيميوني لإثبات الكثير فتاريخه مع أتلتيكو يسبقه، فهو مدرب له مكانته ويعتبر واحدا من بين الأفضل في العالم فمنذ توليه الإدارة الفنية للروخيبلانكوس في ديسمبر/كانون أول 2011 غير كل شيء وحفر للفريق مكانا بين النخبة. وفي جدة، سيسعى التشولو لحصد ثامن لقب في تاريخه مع الأتلتي الذي قاده للتتويج بالليجا وكأس الملك وكذلك بالدوري الأوروبي مرتين وكأس السوبر الأوروبي مرتين وكأس السوبر الإسباني مرة. وبعكس وضع زيدان مع الريال، لن يضطر التشولو للمخاطرة كثيرا في تشكيلته لعدم افتقاره لجهود عدد كبير من اللاعبين الرئيسيين كما هو الحال بالنسبة للخصم. وتشير التوقعات لمباراة متكافئة، ففي كافة النهائيات الأخيرة التي جمعت بين الفريقين، تم اللجوء لخوض أشواط إضافية أو الاحتكام لركلات الجزاء، ولم تظهر فروق قوية بينهما في المواجهات التي قادها سيميوني وزيدان. التشكيلة المتوقعة لريال مدريد: تيبو كورتوا وداني كارباخال ورافائيل فاران وسرخيو راموس وفيرلاند ميندي وكاسيميرو وفيدي فالفيردي وتوني كروس وإيسكو ألاركون ورودريجو ولوكا يوفيتش. أتلتيكو مدريد: يان أوبلاك وكيران تريبير وفيليب مونتيرو وستيفان سافيتش ورينان لودي ورافائيل كوريا وهيكتور هيريرا وتوماس بارتي وساؤول نييجيز وجواو فيليكس وألبارو موراتا. الحكم: خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز. حكم الفار: إجناسيو إجليسياس بيانويبا. الملعب: مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة).
