وصلت بطولة الدوري الإنجليزي إلى منتصف الطريق في موسم شرس برزت ملامحه منذ الجولة الأولى، انطلق ليفربول بأحلامه بعيدًا عن المنافسة وانفرد بقمة بريميرليج بعدما جمع 49 نقطة خلال 17 جولة ليحقق أفضل انطلاقة له خلال القرن الحادي والعشرين، منناحية أخرى أفسح مانشستر سيتي المجال للريدز للابتعاد بالصدارة بعدما تعثر في 6 جولات (خسر 4 وتعادل 2) ليظهر منافس آخر يصارع على المركز الثاني وهو ليستر سيتي. مابين انطلاقة ليفربول وتعثر مانشستر سيتي حامل لقب الدوري خلال الموسمين الماضيين، يحمل كل مدير فني آماله وأحلامه قبل بداية العام الجديد.. من خلال ذلك نستعرض أبرز أمنيات مدربي الستة الكبار في بريميرليج: يورجن كلوب اقترب وقت الاحتفال باللقب الغائب عن آنفيلد منذ 30 عامًا، فبعدما حصد ليفربول تحت قيادة مدربه الالماني يورجن كلوب 3 بطولات أوروبية كأول نادي إنجليزي يجمع بين بطولة دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في موسم واحد، يتبقى لصاحب ال52 عامًا رفع لقب الدوري الإنجليزي. اقترب الريدز من حصد لقب البطولة بعدما انفرد بصدارة جدول بريميرليج بفارق 10 نقاط عن ليستر سيتي صاحب المركز الثاني (مع العلم أن ليفربول يتبقى له مباراة مؤجلة أمام وست هام). جمع الفريق الإنجليزي 146 نقطة في بطولة الدوري الإنجليزي بداية من الموسم الماضي (97 نقطة) وحتى آخر جولات الموسم الحالي (49 نقطة)، وخسر الريدز مباراة واحدة فقط خلال 55 مباراة (فاز في 46 وتعادل في 8). حقق ليفربول 102 فوز من أصل 161 مباراة في الدوري الإنجليزي تحت قيادة يورجن كلوب، ليتفوق على جميع مدربي الريدز على مدار التاريخ في تحقيق أعلى نسبة فوز في أقل عدد من المباريات. نعم، الطريق مازال طويلًا أمام كلوب، ولكن الأمور تبدو صعبة بحسبما ذكر بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي حيث قال: "من غير الواقعي التفكير في ملاحقة ليفربول هذا الموسم". بالتأكيد، باتت أمنية كلوب الأولى لكنها ليست الأخيرة في العام الجديد رفع كأس الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ آخر تتويج عام 1990. بيب جوارديولا الحكم على أمنيات جوارديولا في العام الجديد يبدو صعبًا، فالمدرب الكتالوني لا يفصح عن أمانيه بشكل مباشر وإن كان تحقيق بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم وخطف اللقب من أنياب ليفربول سيكون بمثابة "المعجزة" إن تحققت. جوارديولا سبق وفضّل الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي على التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، تصريح يبدو ليس منطقيًا ولكن الفيلسوف الكتالوني يرى أن المنافسة في بريميرليج اصعب بكثير من تشامبيونز ليج. العام الجديد ربما يحقق مدرب برشلونة الأسبق بطولة لم يرغب في تحقيقها رفقة السيتزنز، ولكنها هي المتبقية أمامه رفقة بطولتي الكأس المحليين. مانشستر سيتي أمامه مواجهة قوية وصعبة في دور ال16، حيث أوقعته القرعة في مواجهة ضد ريال مدريد الإسباني والمتوج بأكبر عدد من بطولات دوري الأبطال برصيد (13 مرة). على مستوى الفريق، فالمدرب الكتالوني بحاجة لتدعيم خط دفاعه بلاعب لا يقل إمكانية عن الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي كانت له بصمة واضحة رفقة فريق ليفربول حيث ظهر تأثيره جليًا منذ انضمامه إلى آنفيلد. على جوارديولا التخلي عن القليل من عناده في بعض المباريات من أجل الفوز بها وتحقيق الهدف المنشود، أيضًا بدء البحث عن تلميذ جديد ليحي محل مايكل أرتيتا الذي تولى تدريب آرسنال مؤخرًا. فرانك لامبارد لعل أمنيات السير فرينكي -كما تلقبه جماهير تشيلسي- في العام الجديد ستتمثل في تدعيم صفوف البلوز بعد قرار المحكم الرياضية الدولية "كاس" بقبول الطعن على قرار الاتحاد الدولي "فيفا" ورفع حظر الانتقالات على الفريق اللندني وحرمانه من التعاقدات لفترتين وتقليص العقوبة إلى فترة واحدة انقضت في الصيف الماضي. بات بمقدور لامبارد إبرام تعاقدات جديدة خلال الميركاتو الشتوي الذي سيفتح أبوابه في الأول من يناير المقبل. منذ توليه مقعد الإدارة الفنية للبلوز، لم يجد لامبارد أمامه سيبل سوى الاعتماد على العناصر الشابة أمثال تامي أبراهام وماسون ماونت وغيرهم. التقارير الأوروبية قالت إن تشيلسي رصد ميزانية قُدرت بقيمة 150 مليون جنيه استرليني للتعاقدات خلال الميركاتو الشتوي. وارتبطت عدة أسماء بالانتقال إلى ملعب ستامفورد بريدج خلال يناير المقبل أبرزها ويلفريد زاها لاعب كريستال بالاس، بين تشيلويل لاعب ليستر سيتي وناثاني آكي نجم بورنموث. لامبارد ينتظر العام الجديد بفارغ الصبر لتجديد دماء فريقه. مايكل أرتيتا مساعد جوارديولا السابق الذي تسلم للتو مهام عمله كمدير فني لفريق أرسنال الإنجليزي ليخلف أوناي إيمري الذي رحل بسبب سوء وتراجع نتائج الفريق. يحتل أرسنال حاليًا المركز الحادي عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 23 نقطة، جمعها من خوض 18 جولة (حقق الفوز في 5 مباريات- تعادل في 8 وخسر في 5). وضعية آرسنال ليست بالسهلة على أي مدير فني، وبات أرتيتا مطالب باستعادة أمجاد أرسين فينجر، ومحاولة انتشال الفريق من مرحلة وسط الجدول إلى تأمين مكان يضمن له المشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل. تحدي آخر أمام أرتيتا وهو كيفية التعامل مع بعض النجوم داخل الفريق أمثال جرانيت تشاكا ومسعود أوزيل، كذلك تدعيمات الفريق خلال الميركاتو الشتوي. جوزيه مورينيو نادرًا ما واجه مورينيو تحديًا في منتصف الموسم، المدرب البرتغالي تولى المهمة الفنية لتوتنهام قبل عدة أسابيع بعدما قررت إدارة سبيرز إقالة ماوريسيو بوكيتينو بعد تواضع أداء الفريق الإنجليزي منذ انطلاقة الموسم الحالي. بداية مورينيو مع توتنهام كانت جيدة بشكل كبير، فالمدرب البرتغالي قاد الفريق خلال 6 جولات في بريميرليج حقق الفوز في 5 وخسر مباراتين أمام مانشستر يونايتد وتشيلسي. منذ اللحظة الأولى لمورينيو في توتنهام، وعكف البرتغالي على تنفيذ أهدافه التي بدأها بالتخلي عن عناده بعض الشئ، كسب ود الجماهير، إلى جانب كسب ثقة اللاعبين وهو ما ظهر جليًا عندما وافق توبي ألدرفيلد على تجديد تعاقده مع سبيرز حتى عام 2023. يأمل مورينيو خلال العام الجديد، الإيفاء بوعده أمام جماهير توتنهام حيث قال خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه: "سأعلم على الاعتلاء بمرتبة الفريق لكننا لن نستطع المنافسة على لقب الدوري الموسم الحالي، لكن في الموسم الماضي أعد أن توتنهام سيكون أحد المتنافسين على اللقب المحلي". أولى جونار سولشاير من المؤكد، أن أول أمنيات المدرب النرويجي هو البقاء في منصب لموسم آخر رفقة مانشستر يونايتد. سولشاير منذ انضمامه إلى يونايتد والفريق الإنجليزي لم يقدم ماهو منشود منه خلال البطولات التي يتنافس عليها. نعم، بدايته مع الفريق كانت جيدة إلى حد كبير أجبرت إدارة الشياطين الحمر على تجديد الثقة في جهوده وتحويل عقده من مؤقت إلى دائم. ثاني أمنيات سولشاير، هي انهاء الموسم الحالي في المراكز الأربعة الأولى. المدرب النرويجي، بحاجة لبعض التعزيزات في يناير ، مع احتمال وجود لاعب خط وسط أو اثنين.
