بفوزه على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف مقابل هدف في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي 1992/1993، وضع ريال مدريد الإسباني قدمًا في المربع الذهبي للبطولة القارية، إلا أن مفاجأة غير سارة على الإطلاق كانت في انتظاره بالعاصمة الفرنسية. في الثاني من مارس عام 1993، افتتح إيميليو بوتراجينيو أهداف ريال مدريد في شباك باريس سان جيرمان في الدقيقة الثلاثين، وعزز إيفان زامورانو تقدم أصحاب الأرض بعد ست دقائق فقط من هدف بوتراجينيو، ورغم تقليص ديفيد جينولا للفارق في الدقيقة الثانية من عمر شوط المباراة الثاني، إلا أن ميتشيل طمأن جماهير سانتياجو برنابيو بهدف قاتل قبل دقيقة وحيدة من نهاية الوقت الأصلي. سافر ريال مدريد إلى العاصمة الفرنسية بمعنويات عالية، في ظل حاجة مضيفه الباريسي لفوز عريض لتجاوز ثلاثية الذهاب، إلا أن رفاق الأسطورة الليبيري جورج ويا كانوا على قدر الحدث، وفاجأوا العملاق الإسباني والعالم أجمع بمواجهة تاريخية. تقدم ويا لأصحاب الأرض في الدقيقة الثالثة والثلاثين، ورغم استقبال هدف في شوط المباراة الأول، صمد ريال مدريد حتى الدقيقة الثمانين، قبل أن ينهار تحت الضغط الباريسي، ليسجل جينولا الهدف الثاني الذي كان كافيًا لتأهيل باريس، لكنه لم يكن كافيًا لتلبية طموحات لاعبي باريس سان جيرمان، ليسجل فالدو فينيو الهدف الثالث في الدقيقة السادسة والثمانين، ويكمل كومبواريه الرباعية في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، قبل دقيقتين من تسجيل زامورانو لهدف حفظ ماء الوجه المدريدي. تأهل باريس سان جيرمان بفوز تاريخي 4-1 متجاوزًا خسارته 3-1 ذهابًا، ومسجلًا عودة تاريخية "ريمونتادا كما يسميها الإسبان"، قبل أن يودع البطولة في الدور نصف النهائي على يد يوفنتوس الإيطالي الذي قاده روبيرتو باجيو لتحقيق اللقب في ذلك العام. بعد ربع قرن من تلك المواجهة، عاد باريس سان جيرمان أقوى مما كان عليه في التسعينيات، بعدما انتعشت خزائنه بدعم سخي بفضل ملكية جهاز قطر للاستثمار، ليصبح بدون منافس في الأراضي الفرنسية، ويتحول لأحد عمالقة القارة العجوز، وفي المقابل تربع ريال مدريد على عرش القارة العجوز، بفضل ثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا في الأعوام الأربعة الأخيرة. أوقعت القرعة الفريقين في واحدة من أكثر مواجهات دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا إثارة في النسخة الحالية، وعلى غير المتوقع في ظل تراجع تاريخي لريال مدريد محليًا، انتفض العملاق الإسباني، محققًا فوزًا كبيرًا في مواجهة الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليكرر سيناريو ذهاب مواجهة 1993. يأمل فريق باريس سان جيرمان في تكرار سيناريو 1993 التاريخي، في ظل تحفز كبير لأصحاب الأرض الذين نجحوافي تحقيق فوز كاسح وسط جماهيرهم في الموسم الماضي، برباعية نظيفة على حساب برشلونة الإسباني، رغم الخسارة الدرامية ب "ريمونتادا" تاريخية أخرى لمصلحة الفريق الكتالوني بنتيجة 6-1.
