تمكن فينسنت إنياما حارس مرمى منتخب نيجيريا بطريقة ما من رفع قبضته عاليا ليلمس بأطراف أصابعه تسديدة المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الرأسية ويخرجها من فوق العارضة في تصد مذهل جديد من الحارس النيجيري ببطولة كأس العالم الحالية قبل 11 دقيقة على نهاية مباراة فرنسا مع نيجيريا بدور ال16 من البطولة المقامة بالبرازيل. ولكن إنياما وقع في خطأ غريب بعدها عندما رفعت الضربة الركنية التالية لتسديدة بنزيمة ، فنتيجة لتوقعه الخاطيء أرسل إنياما بنفسه الكرة إلى بول بوجبا الذي سجل هدف الارتياح لفرنسا لتنتهي المباراة بالفوز 2 / صفر على نيجيريا وتتأهل الديوك إلى دور الثمانية من مونديال البرازيل. وظهر إنياما /31 عاما/ المحترف بنادي ليل الفرنسي بمستوى مذهل خلال المباراة الممتعة التي جرت بمدينة برازيليا ، فمن بين التسديدات التي تصدى لها كرة صاروخية عالية من مدى قريب سددها بوجبا نفسه خلال شوط المباراة الأول وبلغت سرعتها نحو 90 كيلومترا في الساعة. وكان إنياما محظوظا للغاية عندما ارتطمت تسديدة يوان كاباي الفرنسي بالجانب السفلي من العارضة قبل دقيقتين من هدف بوجبا. واكتملت أحزان نيجيريا عنما انتهت المباراة رقم مئة بالنسبة لقائد الفريق جوزيف يوبو بتسجيله هدفا عكسيا في مرمى فريقه في الوقت المحتسب بدلا من الضائع عندما حاول تشتيت تمريرة الفرنسي أنطوان جريزمان العرضية. ونتيجة لكل ذلك ، فقد أخفقت بطلة أفريقيا من جديد في التأهل لدور الثمانية بكأس العالم كما سبق أن فعلت في المرتين السابقتين لها بدور ال16 بكأس العالم. حيث سبق أن خسرت في الدور نفسه 1 / 2 أمام إيطاليا في مونديال 1994 بينما خسرت 1 / 4 أمام الدنمارك في بطولة 1998 . وقال يوبو الذي أعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد المباراة : "بذلنا قصارى جهدنا ، ولكن هذه هي كرة القدم. كان بوسعنا إنهاء الأمر بصورة أفضل. فقد لعبنا جيدا في البداية ، ولكننا فشلنا في استغلال الفرص التي سنحت لنا". وأضاف :"لقد انتهى الأمر بالنسبة لي ، فأسرتي تحتاجني. كنت أتمنى لو أنني أنهيت مشواري مع الفريق بطريقة مختلفة". أما المدرب ستيفن كيشي فقد أكد أنه لا يعرف بعد ما إذا كان سيبقى بمنصبه بعد ما وصفها بأنها "مباراة جيدة من جانبنا" لا تعبر عنها النتيجة. ولكن أداء إنياما الجيد أمام فرنسا ، حتى ارتكب خطأه الحاسم ، لم يكن مفاجئا. فقد تمكن من المحافظة على نظافة شباكه لإجمالي 21 مباراة في إنجاز مذهل بالموسم الأخير من الدوري الفرنسي. ولم تهتز شباكه سوى خمس مرات في مبارياته ال17 الأول بالموسم ، ولم يتمكن أحد من التغلب عليه طوال 1062 دقيقة مع ليل الذي أنهى الموسم في المركز الثالث. كما أن شباك إنياما لم تهتز خلال مباراتي نيجيريا الأوليين في البرازيل عندما تعادلت سلبيا مع اليونان وفازت 1 / صفر على البوسنة ، قبل أن تخسر 2 / 3 في مباراتها الثالثة الأخيرة بدور المجموعات أمام الأرجنتين بقيادة النجم ليونيل ميسي الذي سجل هدفين. وجاءت مباراة الاثنين بعدما قاطع لاعبو نيجيريا تدريبات الفريق بسبب خلافات تتعلق بالمكافأة المالية ، ولكن المنتخب النيجيري لم يبد عليه أي علامات وهن أو ضعف بالأمس. واعترف المعسكر الفرنسي بعد المباراة بأهمية الهدف الأول،حيث قال بوجبا : "هذا الهدف حررنا جميعا" بينما تحدث كاباي عن شعوره ب"ارتياح شديد عندما سجل الهدف". أما بالنسبة لإنياما ، فربما تسبب له هذه الانتكاسة بعض الألم ولكن لاشك في أنه سيتجاوزها. فلا يجب أن ينسى أحد أن الحارس النيجيري نجا بأعجوبة من حادث تحطم سيارة في بلاده قبل عشرة أعوام أسفر عن مقتل شخصين وتعرض شخص ثالث لإصابات بالغة ، وهو الحدث الذي وصفه إنياما نفسه بأنه "غير نظرتي للحياة".
