في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. في رأيي القارة الأفريقية هي القارة الأم التي تستطيع أن تصدر موروثها لكل القارات الأخري لاوربا والأمريكتين وتتعدل هذه الثقافة وتمتزج حتي تقدم مرة أخري لأسيا الأبعد فكريا عن أفريقيا ..بالطبع ليس هذا هو المقصود من تحليل لمباراة كرة قدم ولكنها مدخل لنعرف كيف تحتفظ أفريقيا بفيروسها دون أن تنقله لأحد. ألمانيا تتعادل مع غانا بهدفين ويخرج الألمان فرحين بهذا التعادل الذي جاء بشق الأنفس في المقابل تأتي اللحظة التي يستفيق فيها لاعبوا أفريقيا دوما ليشعروا بألام الفيروس الذي يضرب أفكارهم وقت المباراة ولا يشعرون بالندم إلا مع صافرة الحكم. كيف لعب الفريقان؟ بدأ لوف 4-1-2-3 بتواجد هوفيدس وهوملز وميرتساكر وبواتنج في الدفاع أمامهم إرتكاز لام يعاونه كروس وخضيرة ثم الثلاثي أوزيل وجوتزة خلفة رأس الحربة المتحرك مولر في المقابل لعب كواسي أبياه ( الرائع )4-2-3-1 بداودا حارسا للمرمي أمامه الرباعي كوادو أسامواه ومانساه وجون بوي وهاريسون أفول أمامهم رابيو ومونتاري ثم الثلاثي أيو وبرنس بواتنج وأتسو خلف رأس الحربة جيان بداية من التشكيل الذي شهد عودة أفول وداودا للتشكيل الأساسي جعل دفاع غانا أفضل بدلا منا الكارثة لارسن كوارسي حارس المرمي ومع عودة أفول وتركيزه الدائم في اللعب الجماعي جعل ذلك خط دفاع غانا هو أفضل خطوط الفريق من حيث التعاون المثمر مع باقي أفراد الفريق كلما تقدمت للأمام تشعر بأن هناك شيئا يقل .. رابيو لا غبار عليه في اللعب الجماعي أما مونتاري فيريد ترك بصمته المشكلة الأكبر أنه لاعب الوسط الذي ينقل الفريق للأمام ولكنه لم يكن قادرا علي فعل هذا الدور خاصة لو وضعنا في الأمر تواجد برنس بواتنج أمامه تصبح الكارثة أكبر في المقابل بات أتسو في أمان فأفول لا يمثل له مشكلة تماما مثل كوادو أساموا مع أيو ولكن المشكلة الأكبر لجناحي الفريق هي التعاون مع أسامواه جيان وبرنس بواتنج الفيروس .. كل ماسبق مقدمة لشرح معني الفيروس الفريق يتعاون في مناطق دون أخري ..الجناح وظهير الجنب يلعبان بشكل أفضل مما يتعاون الجناح مع رأس الحربة وصانع اللألعاب ..لذلك تشعر بأن غانا قادرة دوما علي تحقيق شيئا ما ولكن بمجرد أن تصل الكرة للمنطقة الأمامية ..يخرج الفيروس في أبشع صوره ويهاجم عقليات اللاعبين ويتصرف كل منهما منفردا جرأة غانا في اللعب بدفاع متقدم في أحيانا كبيرة مع عدم صعود بواتنج وهوفيديس وتراجع لام ليشكل ثلاثيا مع هوملز وميرتساكر جعل الشوط الأول متوازنا بين الفريقين .. لوف جعل الفريق منقسما لجزء يقوم بالهجوم وجزء يقوم بالدفاع اوزيل وجوتزه لا يستطيعان مساندة الاطراف في حالة فقدان الكرة وذلك يعطي عبئا إضافيا علي هوفيديس وجيروم بواتنج في ظل تواجد أيو وأتسو علي الأطراف وتفضيل كواسي أبياه بأن يلعب أسامواه جيان علي ظهير جنب المنافس فينطلق أتسو أو أيو للعمق ولكن كل ذلك يتم طبقا لمدي تعاون اللاعبين في المنطقة الأمامية ظهر فيليب لام بشكل سىء دفاعيا وربما كانت المشكلة الأكبر في خروج خضيرة أكثر للأطراف لمساندة بواتنج في مواجهة أيو وكوادو أثر علي وسط الملعب في ظل عودة أوزيل للعمق دون ضغط قوي علي رابيو خاصة الكرة الوحيدة التي تحولت فيها المانيا ل4-2-1-3 ..سجلت هدف لام صعد من ال regseta ل صانع اللعب تحرك رأس الحربة مولر للطرف وأنطلق جوتزة بين بوي و أفول فجاء الهدف وبعدها تغيرت خطة غانا دخل فيروس جديد أقل ضررا من القديم وأعني هنا جوردان أيو بديلا ( للمتعالي) كيفين برنس ..تحولت الخطة ل 4-2-2-2 جوردان لعب دورا شبيها بدور جيان ف اللعب علي هوفيدس وشكران الذي دخل بديلا لبواتنج ( ألمانيا ) .. الضغط بات أقل علي أتسو وأندريه أيو مع صعود مونتاري تبقي الطريقة 4-1-3-2 كرة الهدف الثاني لغانا أمام فرصة جوردان أيو توضحان فكرة الفيروس بشكل أوضح ..رابيو يقطع الكرة في وسط الملعب وتمريرة بسيطة وسريعة لجيان فتصبح هدف في المرمي ..في المقابل جوردان يمر من إثنين يطمع أكثر في التسجيل بنفسه دون التمرير لجيان فيضيع هدف ثالت وتعود ألمانيا لوف قرر اللعب بشكل أكثر جرأءة بالإعتماد علي كلوزة بجوار مولر ويلعب شفايني بجوار أوزيل خلفهم رباعي هجومي دون وجود أجنحة ..فقط يحاول مولر الهروب علي الأطراف من المنطقة الهجومية ولام من منطقة وسط الملعب دخول وكاسو مبارك بديلا لأتسو .. ومن يعرف غانا يعرف أن واكاسو من أبرز لاعبي الفريق تكتيكيا ويعطي الفرصة لجيان في الظهور بشكل رائع بسبب التعاون المثمر بينهما ولكن يبدو أن قدرة كواسي ابياه التي ظهرت في مواجهة النجوم وإجبارهم علي الجلوس إحتياطيا أثناء التصفيات تراجعت في المونديال .. كواسي يحاول السيطرة ولكن الفيروس عندما ينشط تنتظر عونا إلهيا ..تماما مثلما تنتزر غانا لعبة حسابات كبيرة تصعد بها للدور الثاني للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك
