في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. الرحلة الليلة لتحليل فريق صن شاين النيجيري والذي سيواجه الأهلي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا, وحقيقة أشعر بأن ملاقاة الأهلي لفريق مثل صن شاين هو بمثابة هدية من السماء لأن الفريق النيجيري متواضع للغاية ولا بد أن يشكر الفريق النيجيري جماهير النجم الساحلي التونسي والتي أطاحت بفريقها من دوري المجموعات ولولاها لما وصل هذا الفريق إلي الدور نصف النهائي. عشوائية الدفاع. يعتمد المدير الفني النيجيري جبانجا اوجنبوتي علي تكتيك 4-1-4-1 بتشكيلة ذات طابع هجومي واللاعبين الأقرب للمشاركة هم حارس المرمي موسيس اوشيجي وقلبي الدفاع إيبتوجوا وقائد الفريق ألبا ثم يلعب أوبوأبونا ( او بديله كوامبي ) كظهير أيمن ويلعب بريسيوس أوساسكو كظهير أيسر .. في منتصف الملعب يلعب علي أدو كإرتكاز وحيد ويلعب أمامه الرباعي إبراهيم أجاني في الناحية اليسري وهو الوحيد الذي يؤدي جانبا دفاعيا في منتصف الملعب ويلعب على الجانب الأيمن أولورنداير .. بينما يتولي مهام عمق الملعب الهجومية اكومبو أوكيما مع دايو أوجو خلف رأس الحربة الوحيد أزوكا. مشاكل الفريق الدفاعية تبدأ كما هو واضح من تواجد كم كبير من المهاجمين في خط الوسط ومع عدم القيام بضغط مؤثر في منتصف الملعب يصبح من السهل خلق فرص كثيرة عند إمتلاك الكرة .. وعلي الرغم من إمتلاك الفريق النيجيري للقوة البدنية إلا أن الإلتحامات ليست عنيفة لدرجة إيقاف الهجمات وهو ما يوضحه الفيديو التالي: الجزء الثاني .. هو تواجد أدو وحيدا في عمق الملعب ومع تراجعه للقيام ببعض أدوار التغطية مع قلبي الدفاع يصبح وسط الملعب بلا منتصف دفاعي واضح. ظهيرا الجنب بريسيوس أوساسكو وأوبوأبونا .. من الطبيعي وأنت تلعب بدون ليبرو أن يقوم أحد ظهيري الجنب بالتغطية العكسية ولكن ظهيرا جنب صن شاين يقوما بالإرتماء كثيرا داخل أحضان قلبي الدفاع وهو ما يخلق مساحات هائلة على الأطراف ..المشكلة الأكبر أن لاعبي الوسط لا يقوما بعمل (Recover) على ظهيري الجنب..شاهد الفيديو التالي: السبب الوحيد لكل هذه المشكلات هو ثقة لاعبي الفريق النيجيري في سرعتهم العالية في تعويض المساحات الخالية التي تظهر خلفهم ولكن اذا إستفاد لاعبي الأهلي من فتحي ومعوض يمكنهم خلق مناطق أخري للخطورة وذلك بأن يدخل جناحي وسط الأهلي للعمق فيدخل معهم ظهيرا الجنب ومن هنا تظهر المساحات في خط الفريق النيجيري، شاهد الجرافيك التالي: هجوم بدائي ..ولكن أسلحة الفريق النيجيري الهجومية لا يستحق أن يطلق عليها سوي إنها أسلحة بدائية فالفريق النيجيري يفتقد إلي صانع اللعب كما أن الأجنحة الهجومية لا تعتمد سوي على السرعه ولكت تبقي لمستهم الأخيرة العائق الأكبر أمام أبناء صن شاين. إيزو أزوكا .. اللاعب الوحيد في صن شاين الذي يستطيع لفت الأنظار وحقيقة فإن الترجي التونسي محظوظ بالتعاقد مع هذا اللاعب بدء من يناير المقبل وهو نقطة الإنتقال للفريق من الدفاع والهجوم ..يتميز بالمراوغة وميزته الأهم من وجهة نظري هو قدرته على الإحتفاظ بالكرة تحت ضغط ومن الصعب إستخلاص الكرة منه إلا بعد محاولات من عدة لاعبين. كما قلنا فإن أسلوب الفريق النيجيري يعتمد على أزوكا بشكل كبير في إستلام الكرة حتي ينتقل رباعي خط الوسط الهجومي للأمام ثم إرسال كرات عرضية عن طريق ظهيرا الجنب مرة أخري .. أما الهجوم من العمق والقدرة على لعب الثنائيات والجمل التكتيكية المعروفة في كرة القدم فهو شىء صعب في ظل عدم تواجد أصحاب اللمسات الخاصة في الفريق.
من خلال الجرافيك السابق نجد أيضا نقطة ضعف في الفريق النيجيري والتي تتمثل في إنطلاق رباعي الوسط بجانب ظهيري الجنب فيتبقي أدو لاعب الوسط المدافع بجانب ألبا وإبيتوجوا قلبي الدفاع .. لذا فيجب على لاعبي الأهلي تطوير خطة الهجوم المضاد بأن يتحرك رأس الحربة الصريح دائما إلي أحد الأجناب ويتولي صانع اللعب الدخول في العمق وهو ما سيساهم في تفكيك دفاع النيجيرين ( الهش ) بطبعه. أخطر ما يقلقني من الفريق النيجيري هو رميات التماس .. نعم عزيزي القارىء فالفريق النيجيري يعتمد على رميات التماس في الجزء الهجومي وهو يؤدونها بشكل قوي وما يزيد من قلقي هو المشاكل التي يعاني منها الأهلي في الكرات العرضية عموما فما بالك برمية تماس كأنها ضربة حرة. المشاكل التي يعاني منها الأهلي في الكرات العرضية عموما فما بالك برمية تماس كأنها ضربة حرة .. شاهد الفيديو التالي :
إجمالا الأهلي يستطيع تحقيق نتيجة إيجابية في نيجيريا أقلها التعادل فقط يجب على لاعبي الشق الهجومي أن يقوموا بإصلاح بعض الأخطاء البسيطة في أسلوب تنفيذ اللعبات لكي تحقق الهجمات الخطورة المطلوبة. عبدالله السعيد علي سبيل المثال يمتاز بدقة التمرير ولكن في بعض الأحيان التمريرة لا تكون بالسرعة الكافية لكي تصل لزميله فتصبح الكرة محل إشتراك من الجانبين بدلا من أن تأخذ الهجمة منحني أخر. وليد سليمان يحتاج إلي الإنطلاق بدون كرة بشكل أكبر للإستفادة من المساحات الكبيرة التي يتركها لاعبو صن شاين خلفهم .. كما أتمني بشكل شخصي أن يشارك جدو كرأس حربة للإستفادة من ميله للأطراف وهو في كل الأحوال أفضل من كونان ودومنيك في هذه المرحلة من البطولة فقط ينقص جدو أن يلعب بأقل عدد من اللمسات. لاعب سيغير مسار اللقاء محمد بركات .. لسبب بسيط أنه أكثر لاعبي الأهلي تنويعا في الأداء من حيث الدخول للعمق أو اللعب للخارج كما أن المهمة الدفاعية الملقاة على عاتقه بسيطة ..يبقي تنظيم الجهد حتي يستطيع إكمال اللقاء للنهاية إذا أراد البدري إشراكه من البداية. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا
