في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. لا أعتقد أن أحدا كان يتوقع سيناريو مباراة مصر والبرازيل والتي إنتهت بخسارة مشرفة للفراعنة بثلاثية مقابل هدفين علي يد راقصي السليساو فمستوي الفريق قبل البطولة لم يكن مبشرا ولكن يبدو أن وجود الثلاثي الكبير إضافة إلي نجم الكرة المصرية القادم محمد صلاح ربما يجعل للفريق حظوظا في البطولة. سيناريو اللقاء بدأ هاني رمزي المباراة معتمد على تكتيك 4-3-2-1 بوجود فتحي وحجازي وعلاء ورمضان في الدفاع ثم ثلاثي ارتكاز حسام حسن والنني وصالح جمعة ثم محمد ابوتريكة ومروان محسن خلف رأس الحربة عماد متعب. بينما لعب مينو مينزيس بتكتيك أقرب إلي 4-1-4-1 بوجود رفائيل وتياجو سيلفا وخوان ومارسيللو في خط الدفاع ولعب ساندرو كإرتكاز صريح أمامه رباعي بدون تحديد للمراكز هالك وروميلو ونيمار وأوسكار خلف رأس الحربة داميو الياندرو. في الدفاع كان يتراجع قليلا روميلو لمساعدة ساندرو ويصبح التكتيك الدفاعي للمنتخب البرازيلي 4-2-3-1 واعتمد الفريق كالمعتاد على تناقل الكرة والمهارة البرازيلية في صنع الفارق في الشوط الأول ولكن ماذا عن الأسباب التكتيكية ؟ حسام حسن .. لاعب إرتكاز الدائرة والمفترض أن يكون هو أقرب لاعب لقلبي الدفاع المصريين محمود علاء وأحمد حجازي ولكن للأسف الشديد حسن يقوم بالتقدم والمساندة وكأن الفريق يلعب بليبرو ومع تقدم فتحي وإسلام رمضان وتقديمهم الدعم الهجومي كان لا بد أن تظهر ثغرات في خط الدفاع المصري. عادة لا أحب التعليق على لاعب مرتين ولكني أجد نفسي مضطرا للحديث عن حسام مرة أخري فعند مشاهدتي للأهداف الثلاثة والتي دخلت مرمي المنتخب المصري كنت أجد أسال نفسي مضطرا أين ارتكاز وسط الملعب وما فائدة اللعب بثلاثي إرتكاز ما دام العمق مخترقا بهذه الكيفية. شاهد فيديو يوضح غياب حسام حسن في أهداف البرازيل الثلاثة: مشكلة ثانية ظهرت للمنتخب المصري عندما لعب بمروان محسن كجناح أيمن وهو لا يجيد اللعب إلا في المناطق الأمامية كرأس حربة صريح ولكن هذا سيتعارض مع وجود عماد متعب وشخصيا حاولت تفسير اللعب بهذا الأسلوب في الشوط الأول ولم أجد جوابا سوي أن محمد صلاح ليس جاهزا فنيا بصورة كاملة. صالح جمعة تضارب دوره أيضا مع أبوتريكة فالإثنين صانعا ألأعاب للفريق من العمق وبالرغم إختلاف العمر إلا أن ليس لدي الإثنين مهارة السرعة في الإختراق فظهر خط الوسط بطيئا جدا في تقديم الدعم الهجومي للفريق .. المهم أن صالح لم يوفق دفاعيا ولا هجوميا ولم يصنع الفارق كعادته.
الشوط الثاني ليس غريبا على الفريق البرازيلي أن يتراجع خاصة مع تقدمه بثلاثية نظيفة في الشوط الأول ولكن هذا لا يعني أجهاض ما قدمه المنتخب المصري من أداء متميز في الشوط الثاني خاصة مع نزول محمد صلاح.
فالفريق وجد ضالته في نجم بازل الحالي ونجم أحد الفرق الأوربية الكبيرة في الموسم بعد القادم بإختراقه جبهة أحد أفضل من يشغل مركز الظهير الأيسر في العالم ( مارسيللو ) ونجم ريال مدريد وتلاعب صلاح به كما شاء في الشوط الثاني.
دخول صلاح أعقبه وجود جملة تكتيكية متفق عليها بدخوله لعمق الدفاع البرازيلي وإستغلالا لسرعته على أن يخرج عماد متعب للجانب الأيسر ومحاولة سحب أحد قلبي الدفاع معه .. ومعه أيضا بدأنا نشعر بوجود مؤثر لتريكة الذي يثبت كل يوم أنه صانع السعادة للمصريين.
شاهد فيديو يوضح الجملة التكتيكية: تغيير شهاب بديلا لجمعة كان متوقعا وأعجبني تغيير أحمد مجدي بديلا للنني وإن كنت أراه متأخرا ومعه كان تحويل خطة اللعب إلي 4-2-3-1 ومحاولة إدراك هدف التعادل الذي كان يستحقه المصريون في مباراة شبيهة بما حدث في كأس العالم للقارات منذ ثلاثة سنوات.
مجرد رأي ... أعتقد أن تدعيم خط الوسط بأحمد فتحي على أن يلعب عمر جابر كظهير أيمن سيحل كثيرا من المشاكل الدفاعية لخط الوسط المصري .. أيضا لصنع أوراق هجومية بديلة يمكن أن يلعب عماد متعب على الجناح الأيسر بشكل أقرب للمهاجم الثاني عنه أن يلعب كلاعب خطوط وبذلك يصبح لدي المصريين محطتين لصناعة اللعب من الأجناب والدخول للعمق ومع تواجد ظهيري جنب يجيدان التكملة الهجومية سيصبح للفراعنة شكل اخر في البطولة قفشة المباراة .. نحتاج دائما الي دراسة المنافس جيدا حتي نفوز لا ان نلعب كما قال سمير غانم في فيلم 4-2-4 " الحلواني هيلعب يا جدعان" للتواصل مع الكتاب على الفيس بوك
