لندن 11 مارس اذار (خدمة رويترز الرياضية العربية) - اذا أراد القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وضع حد لبقاء سيب بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والذي استمر 13 عاما فانه سيتعين عليه خوض تحديين يتمثلان في اقناع عالم اللعبة الشعبية الاولى بأن رؤيته واضحة وتوقيتها مناسب ايضا. ولن تكون اي من المهمتين سهلة على بن همام (61 عاما) الذي ألمح منذ أشهر الى انه سينافس السويسري بلاتر (75 عاما) على المنصب. واذا ما قرر بن همام منافسة حليفه السابق فهل سينجح في تحقيق ذلك في الوقت الذي يشك فيه بعض كبار شخصيات اللعبة في امكانية حدوثه. وتعتقد مصادر لرويترز طلبت عدم الكشف عنها أن بن همام يتعين عليه الانتظار حتى عام 2015 وعندها سيكون بلاتر في التاسعة والسبعين ولن يترشح على الارجح للاستمرار في المنصب وهو ما من شأنه منح بن همام فرصة افضل للفوز برئاسة الفيفا وربما يكون ذلك في مواجهة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للكرة. وقال عضو في اللجنة التنفيذية للفيفا لرويترز "من أجل تحقيق الفوز في انتخابات من هذا القبيل عليك أن تتمكن من تقديم رؤية فعلية للمستقبل وان يكون لديك خطة فعلية لذلك.. لا اعتقد ان بن همام لديه خطة. لديه افكار وهو يتحدث عن الاصلاح الا ان كثيرين في عالم كرة القدم يقبلون بالاوضاع كما هي عليه. وليسوا بالضرورة يريدون التغيير على القمة وبما انهم من يدلون يأصواتهم على هذا الامر فانهم يتحكمون فيه." وقال مصدر اخر لرويترز "اذا نظرت الى دائرته فان الاتحاد الاسيوي منقسم وان لم يحصل على دعم الاتحاد الخاص به فلن يمكنه الفوز برئاسة الفيفا." واذا القينا نظره على الماضي فان الرأي سيصب في صالح هذا التحليل. ففي عام 1998 حقق بلاتر انتصارا ساحقا على السويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي بواقع 111-80 وتولى رئاسة الفيفا خلفا لجواو هافيلانج الذي تقاعد بعدما استمر في المنصب 24 عاما. وفي 2002 في سول احرز بلاتر نصرا ساحقا بواقع 139-56 على عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو من الكاميرون. وبتحليل هذه النتائج لاحقا وجد ان يوهانسون لم يحصل على كامل الدعم من اوروبا كما ان افريقيا لم تجمع على دعم حياتو. وفي هذا الموقف تماما يجد بن همام الذي كان مؤيدا قويا لبلاتر في المرتين السابقتين نفسه بعد 15 عاما في عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا. وفي مطلع يناير كانون الثاني الماضي حقق الامير على بن الحسين نصرا مفاجئا في التنافس على عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا متفوقا على الكوري الجنوبي تشونج مونج جون. وحصل الامير الاردني على دعم بلاتر الذي قام بخطوة سياسية تمثلت في المساعدة على التخلص من تشونج الذي يحتمل ان يرشح نفسه مستقبلا لرئاسة الفيفا مفضلا دعم شاب لا يمثل خطرا بالنسبة للمنصب الاول في الفيفا. وبعد ذلك بعث الشيخ احمد الفهد الصباح وهو كويتي برسالة لم تنشر بشكل علني الى بن همام قال فيها "الاعضاء 25 الذين صوتوا للامير على اليوم سيصوتون لصالح بلاتر في اي انتخابات رئاسية محتملة ولا شك في ذلك." ومنذ ذلك الحين يعكف بن همام على تقييم الدعم الذي يتمتع به ويقول انه سيحسم امره في الترشح لرئاسة الفيفا قبل موعد انعقاد مؤتمر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في 20 مارس اذار الجاري. ولكن اذا ترشح بن همام ونجح في الفوز على بلاتر في الاول من يونيو حزيران فأي نوع من البشر سيكون على رأس الفيفا خلال المستقبل المنظور؟ واذا اصبح بن همام الرئيس التاسع للفيفا فانه سيكون اول رئيس للاتحاد الممتد تاريخه 107 اعوام من خارج الاصول الاوروبية إذ ان هافيلانج رغم انه برازيلي فان اجداده من بلجيكا. وبصفته عربيا فان بن همام سيزيد من نفوذ منطقة الشرق الاوسط في اوساط اللعبة بعد نجاح قطر في الفوز بشرف استضافة كاس العالم 2022 في ظل الثروات الهائلة لأشخاص مثل الشيخ منصور الذي ينتمي الى ابوظبي والذي يستثمر في كرة القدم الاوروبية. ورغم ان بن همام لا ينتمي الى اسرة حاكمة الا انه رجل اعمال ثري حقق نجاحات كبيرة في ظل الازدهار الاقتصادي في قطر خلال اخر 30 عاما في مجالات البناء والعقار والتنقيب. كما حقق الرجل تقدما في مشواره الرياضي بعد توليه رئاسة نادي الريان القطري طوال 15 عاما الى جانب عمله رئيسا للاتحاد القطرى للكرة الطائرة والاتحاد القطري لتنس الطاولة. واصبح بن همام رئيسا للاتحاد القطري لكرة القدم في 1992 وانضم الى عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا في 1996. وانتخب بن همام بالتزكية رئيسا للاتحاد الاسيوي لاربع سنوات قادمة في يناير كانون الثاني الماضي. ويتمتع بن همام بشخصية ساحرة وهو دائم التواجد في اكبر الاحداث الرياضية المتعلقة بكرة القدم حول العالم. ويقول بن همام انه حان الوقت لاجراء اصلاحات في عالم كرة القدم الا ان موافقة اغلبية اعضاء الفيفا على خلافته لبلاتر تبقى قضية مختلفة تماما. ف ع - ع ت (ريض) arsp arsp
