أصبح الخروج المخزي الذي نال من سمعة الكرة السعودية عقب تلقي منتخبها الوطني ثلاث هزائم متتالية في كأس آسيا الحالية، اصبح هو كل ما يشغل بال الشارع السعودي من أجل الوصول الي اسبابه وما أدي الي تلك الحالة التي لم تصب الأخضر طوال تاريخه. لقي منتخب السعودية هزيمتين في اول مشواره بالبطولة علي يد سوريا ثم الاردن وهما منتخبان – مع كامل احترامنا – ليسوا في قوة وسمعة واسم الأخضر السعودي، ثم لقي الهزيمة المحزنة الاخيرة علي يد اليابان بخماسية ضرب قلب السعودي في مقتل. هناك وجهات نظر متباينة فيما وصل الي حال كرة القدم في السعودية، حيث ألقي البعض اللوم علي مدربي الاندية ونالت الاتهامات منهم في الكثير من المواقف وكان هذا الموسم شاهدا علي مجزرة المدربين. ففي يوم واحد، رحل البرتغالي مانويل جوزيه مدرب اتحاد جدة السابق ومن بعده الاوروجواني خورخي فوساتي مدرب الشباب السابق، ثم الايطالي والتر زينجا مدرب النصر السابق، وأخيرا الفرنسي كريستيان لانج مدرب الوحدة السابق. هؤلاء المدربين كانت اصابع الاتهام موجهة لهم انهم السبب الرئيسي في تراجع مستوي فرقهم ولم يبحث أحد عن الاسباب الخفية التي قد يأتي علي رأسها تغير عقلية اللاعب السعودي ذاته بعد الملايين التي تنفق بلا حساب علي تعاقدات قد لا تؤتي ثمارها. فهناك لاعبين قد يتعاقد معهم ناد ما ويقرر فجأة إلغاء عقده بعد ستة أشهر مثلما يحدث حاليا في نادي الاتحاد الذي قد يمنح لاعبيه الاجانب البرتغاليين نونو اسيس وباولو جورج تأشيرة الرحيل بعد ستة أشهر فقط قضوها في السعودية. ولم تكن أندية الاتحاد والنصر والشباب والوحدة هم فقط من نالت منهم مقصلة المدربين، فهناك أيضا أهلي جدة الذي ضرب رقما قياسيا وقام بتغيير المدرب هذا الموسم ثلاث مرات بعد تولي النرويجي تروند سوليد مقاليد السلطة في بداية الموسم ومن بعده التونسي خالد بدرة وأخيرا الصربي ميلوفان رايفيتش. وهناك أيضا الهلال الذي وافق علي الغاء عقد البلجيكي ايريك جيريتس الذي رحل لتدريب منتخب المغرب، وقام بتعيين مساعده رينارد ستامب مديرا فنيا مؤقتا قبل ان يتعاقد مع الارجنتيني جابرييل كالديرون. وتأتي بعد ذلك اندية التعاون (الغي عقد الروماني جورجي مولتيسكو) والحزم (الغي عقد التونسي لطفي رحيم) والرائد (الغي عقد البرازيلي لوتشو نيزو) وأخيرا نجران (الغي عقد التونسي مراد العقبي). كل هؤلاء المدربين من المؤكد ليسوا السبب في تردي حالة اللاعب السعودي او فرقهم، فليس العيب إذاً في المدربين وليس العيب في هذا الكم الهائل من المديرين الفنيين، حيث يبقي القاسم المشترك هو نوعية وعقلية اللاعبين ذاتهم. البرتغالي خوسيه بيسيرو ذاته، لم يسلم من سوء ادارة الكرة السعودية في القوت الحالي، فكيف يتم اقالة مدرب بعد مباراة واحدة من بطولة كبري مثل كأس آسيا، هي بالفعل سابقة قلما تحدث في ملاعب كرة القدم ان تتم اقالة مدرب احد المنتخبات عقب مباراة واحدة مهما كانت نتيجتها. وتوالت بعد ذلك الاخفاقات في قرارات اتخذت في لحظات انفعال علي الرغم من الاحترافية الشديدة التي تدار بها البطولات المحلية في المملكة، فتم ابعاد الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لسبب لا يعلمه أحد حتي تلك اللحظة. ومن ضمن وجهات النظر التي تبحث فيما حل بالكرة السعودية، ان احد اسبابها استقدام عددا كبيرا من اللاعبين الاجانب، الامر الذي يؤثر بالسلب علي العديد من اللاعبين المحليين سواء من الناحية الفنية او النفسية بعد ان يري الملايين تنفق علي هؤلاء الاجانب بلا حساب. وتدعيما لوجهة نظر ان هناك خللا في عقلية اللاعبين وليس المدربين ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي تولي دفة قيادة الكرة السعودية خلفا لبن فهد، حيث أطلقها صريحة قائلا " من لايعي أهمية شعار الوطن فلن يكون له مكان في المنتخب ". كما أوضح الأمير نواف أنه يجري الإعداد لاجتماع مع مسئولي الأندية لمناقشة كل الأوضاع الخاصة بكرة القدم وفيما يخص بالذات المنتخب الأول ولوضع آلية جديدة فيما يتعلق بأسلوب المكافآت للاعب المجد والخصومات للاعب الذي يكون أداؤه متواضعا وفق أنظمة الاحتراف الدولية والمحلية. والفقرتين الاخيرتين هما ملخصا وموجز لكل ما تسبب في الحالة المؤسفة التي شاهدها الجميع وظهرت علي المنتخب السعودي الذي كان يوما فخر كل من ينتمي له ولكل عربي .. مرة أخري، المشكلة ليست في مدربي الأندية، ولو كانوا السبب فما تفسير هذا الكم الهائل من الإقالات التي شهدها دوري هذا الموسم علي الرغم من انه تخطي نصفه بقليل ومازال هناك متسع من الوقت للحكم علي الجميع. تابع أخبار ياللاكورة على تويتر شارك برأيك في الموضوع من خلال منتديات ياللاكورة انضم إلى صفحة محبي ياللاكورة على الفيس بوك وشارك برأيك ومواضعيك
