كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما ينتقد وزير الداخلية الفرنسى الفاشية الإسلامية فى مصر ؟!.. قال: ساعتها يابنيتى يجب أن نحذره من الإساءة للفاشية!!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما تصدر فتوى تونسية بعدم جواز الترحم على الشهيد شكرى بلعيد؟!.. قال: ساعتها لا تتصورى أن لديهم الشيخ محمود شعبان!!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يقول ابن الريس مرسى: اللهم ابتل إسرائيل بجبهة إنقاذ كالتى فى مصر؟!.. قال: ساعتها يجب أن نرد: اللهم أعنه على أبيه!!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يصدر حكم قضائى فى مصر بحجب موقع يوتيوب؟!.. قال: ساعتها لابد أن نسعى للحصول على حكم قضائى بمنع الهواء!!.. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل...؟ وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكِ أن تدعينى اليوم، وغدا لنا فى الأمور أمور.