هكذا هي السياسة.. لا تعرف سوى لغة المصالح، فرغم أن حمدين صباحى -مؤسس التيار الشعبى، والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية- والمحامى الحقوقى خالد على -المرشح المحتمل هو الآخر للرئاسة- وجهان معبران عن الثورة، إلا أنهما يقفان وجها لوجه في صراع هدفه الفوز في النهاية باستقطاب شباب الثورة من الحركات والأحزاب السياسية والمستقلين لحملاتهما الانتخابية من أجل ضمان دعمهم والحصول على كتلتهم التصويتية الكبيرة. بدأ الصراع بين «صباحى» و«على» منذ آخر اجتماع تم بينهما، والذي كان يتوقع فيه صباحى تنازل خالد على له، وأن يطلب من مؤيديه دعمه في الانتخابات الرئاسية حتى يكون هناك مرشح واحد يمثل جميع الكيانات السياسية الشبابية في مواجهة المشير عبد الفتاح السيسي إذا ما أعلن ترشحه للرئاسة، إلا أن رفض خالد على التنازل وتصريح أعضاء من حملته الانتخابية بذلك نتج عنه حرب بين الإثنين على استقطاب الشباب، ويحاول كل منهما سد الطريق على الآخر في كسب شباب الحركات والأحزاب السياسية. صباحى لم يجد أفضل من قيادات شباب التيار الشعبى وعلى رأسهم حسام مؤنس وهبة ياسين لمساعدته في حسم معركته، فالتقى هؤلاء منفردين بشكل غير رسمى بعدد من أعضاء حركة 6 إبريل باعتبارها الحركة الأكبر في الشارع، وتملك أدوات إقناع شباب الثورة المناهض لتولى المشير السيسي رئاسة البلاد، كما التقوا أيضا بأعضاء من جبهة طريق الثورة التي تضم عدة كيانات شبابية، وذلك لإقناع أعضائهما المؤيدين ل «خالد على» بأن صباحى هو مرشح الثورة. ما لم يكن يتوقعه حمدين صباحى هو أن يرفض مؤيدو المحامى الحقوقى الذين يمثلون شباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وجبهة طريق الثورة وحزب الدستور وحركات «اغضب» و«قادمون» و«مقاومة» دعمه في انتخابات الرئاسة، لكنه تدارك الموقف بالبحث عن دعم بقية الأحزاب السياسية الأخرى مثل المصرى الديمقراطى، والتحالف الشعبى الاشتراكى، بالإضافة إلى القائمة الموضوعة على خطة عمله في الفترة المقبلة. وبالرغم من أن عددا كبيرا من أعضاء الكيانات الشبابية السابق ذكرها يدعم خالد على في انتخابات الرئاسة، إلا أن من بينها عددًا لا يستهان به متخوف منه ويرى أنه لا يصلح لهذا المنصب، مما يعنى أنه إذا أجرت إحدى هذه الحركات تصويتًا داخليًا على دعمه وجاءت النتيجة الأكبر بالرفض سيفقد فرصة دعمها، لذلك يسعى بشكل جاد لكسب الأغلبية التصويتية داخل الحركات والأحزاب. من مساعى خالد على لكسب الشباب أيضا عرضه بشكل شخصى الإشراف على انتخابات المكتب السياسي لحركة 6 إبريل -الجبهة الديمقراطية- وكذلك فتح مجال للحوار مع تنسيقية 30 يونيو، بالإضافة إلى تلبيته دعاوى الشباب بحضور مؤتمرات المعتقلين والتي يغازلهم فيها بإصداره تصريحات نارية معادية للقوات المسلحة.