يبدو أن خطة جماعة الإخوان المسلمين، للسيطرة على التعليم فى مصر لن تتوقف عند تعيين كوارد الجماعة فى قمة الهرم الوظيفى بوزارة التربية والتعليم فقط، بل وصلت إلى تغيير مناهج التاريخ والتربية الوطنية بمفاهيم خاصة بالجماعة فضلا عن استغلال المبانى والأراضى التابعة للوزارة فى تدريبات الميليشيات، هذا ما كشف عنه اليوم برنامج صباح أون الذى يذاع على قناة " أون تى فى". أكد أيمن البيلى، وكيل نقابة المعلمين المستقلة أن الإخوان يسعون لأخونة التعليم من خلال السعى لخلق جيل يؤمن بفكرهم من خلال السيطرة على التربية والتعليم وتغيير المناهج بما يناسب فكرهم وتاريخم المناضل. وأضاف خلال استضافته ببرنامج "صباح أون"، على قناة "أون تى فى" أن مكتب الإرشاد يخطط لخصخصة التعليم، خاصة أنهم يمنعون الأنشطة بالمدارس ولا يشجعونها، كما أنهم يسعون لإنشاء مدارس لغات وعربية بدلا من بناء مدارس حكومية ليدفع المواطن ثمنا باهظا لتعليم ابنه. وأضح البيلى أن الدكتور صلاح عرفة، مدير مركز تطوير المناهج قدم استقالته احتجاجا على أخونة المناهج، حيث أضيف لكتاب التاريخ كيف وصلت الثورة المصرية بفضل الإخوان المسلمين، وأيضا كتاب التربية الوطنية الذى أضيف له دور الإخوان فى حرب فلسطين. وأشار البيلى إلى أن التعليم حق تكفله الدولة بالمجان وليس سلعة لأنه يحقق التنمية الوطنية المستقلة وهدفه النهوض بالبلاد، موجها رسالة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم قائلا: "عيب يا معالى الوزير لما تشتم المعلمين وتقول همسح بكرامتهم الأرض.. الأيام بيننا". واتفق معه الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى وعضو حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى مؤكدا أن هناك أخونة واضحة فى وزارة التربية والتعليم، والدليل أنهم يؤتون بأتباعهم ويضعوهم فى مناصب هامة بالوزارة كمستشارين ووكلاء؛ للسيطرة على الفكر التعليمى فى مصر. وأضاف مغيث أن ذلك بسبب أن رواد الإخوان كانوا من المعلمين مثل سيد قطب وحسن البنا ويدركون أن المدرسة المصرية تستطيع أن تخرج الكوادر المتميزة التى تفيد الإخوان، وبالتالى هم حريصون أن يكون التعليم لخلق جيل بعيد عن الإعلام والحضارة والتطور والإبداع. وأشار "مغيث" إلى البروتوكول الذى أبرمته وزارة التربية والتعليم وحزب الحرية والعدالة بالقليوبية قائلا: "البروتوكول يعنى دعم الحزب ماديا لوزارة التربية والتعليم لتطوير المناهج وتوفير جميع متطلبات طلاب المدارس من أنشطة علمية وترفيهية ورياضية للنهوض بالحركة التعليمية وهذا تم دون مشاورة خبراء الوزارة ومستشاريها". وفى مداخلة هاتفية قالت نهال مصطفى، المدير السابق لمدارس النيل إن هدف جماعة الإخوان المسلمين من خطة أخونة التعليم المصرى هو خدمة مصالحهم الخاصة فقط، وناشدت المجتمع أن يستيقظ ويرى ما يفعل الإخوان فى التعليم المصرى وما هدفهم الحقيقى ويتابعوا صندوق تطوير التعليم ومدارس الحكومة التى تقدم خدمات تعليمية للمجتمع. وأضافت "مصطفى" أن الإخوان يريدون كسر مفاصل المدارس الخاصة التى تهدف لتطوير التعليم، قائلة : "أنا مديرة سابقة ووجدت شخصا من الاخوان تم إرساله كخبير ومراقب بالمدرسة من قبل الوزارة وهو دون أى صفة وظيفية حقيقية ومعه أشخاص دون أى خبرات سابقة وعليهم الولاء والطاعة له فقط". وأشارت "نهال" إلى أن ما يحدث هو كارثة لأن معنى ما يحدث هو أن الإخوان يسيطرون على التعليم المصرى، ما يؤدى إلى خلق أجيال تفتقد المواطنة والفكر المستنير بالإضافة إلى عدم تخريج كتاب أحرار وشعراء وأنشطة للتطوير من الطالب المصرى. من جانبه أكد "إبراهيم الشبوكشى"، وكيل وزارة التربية والتعليم فى مداخلة هاتفية أنه تقدم باستقالته بسبب شعوره أن الوزارة فى طريقها إلى الأخونة والسيطرة عليها بنشر الفكر الإخوانى فلقد لاحظ أن الأخونة وصلت إلى الأنشطة المشاركة بالدول الخارجية حيث منعها الوزير بحجة أن الميزانية لا تكفى، كما أن جميع مطالب ومشاريع بعض العاملين بالوزارة قوبلت بالرفض خاصة بعد أن بدأ وزير التعليم "إبراهيم غنيم" فى الاستعانة بعناصر من الإخوان "كمدير مكتبه ومستشاريه". وأضاف الشبوكشى: "الوزير قام بإعطاء أرض خاصة بالوزارة مخصصة للأنشطة الطلابية إلى جامعة قناة السويس إلا أننى فوجئت باستغلال جامعة قناة السويس لها فى تدريب طلاب سيناء على حمل السلاح واستخدامه". ونفى "محمد محمدين"، رئيس جامعة قناة السويس فى مداخلة هاتفية بالبرنامج صحة تصريحات إبراهيم الشبوشكى، بشأن استخدام أراضى تابعة لوزارة التعليم فى تدريبات عسكرية للطلاب، وقال إن هذه الأرض تحتوى على 60 شاليها ومبان وملاعب كرة قدم، وأنه يستغل فى الأنشطة بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم.
