ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المراقبين في الولاياتالمتحدةوإيران يتابعون بشكل متزايد المواقف المتشددة والمتعارضة لحكومتي البلدين بشأن البرنامج النووي لطهران، مما يشكل تهديدا لفرص مبادرة سياسة خارجية مهمة للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت أمس الخميس عن تحركات عملية ضد الشركات التي لها صلات بإيران بسبب التهرب بحسب ادعاءات من العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران وتقديم المساعدة لبرامجها النووية والصاروخية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزارة قالت أيضا إن طهران سمحت لأعضاء كبار في تنظيم القاعدة باستخدام إيران كمركز مالي تحرك المتشددين منه إلى جاخل سوريا، وهو ما نفته إيران. وقالت الصحيفة إن هذه الإجراءات الخاصة بتطبيق القانون تأتي في الوقت الذي يمارس فيه المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون ضغوطا على إدارة أوباما من أجل التشدد في موقفها ضد إيران قبيل محادثات 18 فبراير الجاري والتي تستهدف إنهاء تهديد أية أسلحة نووية من طهران. وأضافت أن بعض أعضاء الكونجرس والحلفاء الأمريكيين قلقون من أن تخفيفا مبدئيا في العقوبات ضد إيران بدأ يفتح الباب أمام جلب الاستثمار لإيران قبل أن تقدم أية تنازلات كبرى. ورأت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن تحرك أمس أحدث توترا في التواصل الدبلوماسي مع طهران التي قالت إن هذه الخطوة تنتهك شروط العملية الدبلوماسية التي اتفق عليها البلدان. ولفتت إلى تصريح على رضا مير يوسفي، وهو المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة، والذي قال فيه "هذا مثل آخر على الافتقاد إلى النوايا الطيبة من جانب الحكومة الأمريكية عشية الجولة الثانية من المفاوضات ويعد بمثابة مؤشر على رغبة الولاياتالمتحدة بفرض أجواء وظروف سلبية. ومصير هذا التحرك الفشل، لكن سيواجه رد إيراني". ونوهت الصحيفة إلى أن تطبيق العقوبات الذي أعلن عنه أمس يستهدف رجال أعمال في الإمارات العربية المتحدة شركاء مع شركة "ماهان إير" للطيران حيث تدعي الولاياتالمتحدة أن الشركة مصدر إمداد كبير بالأسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو اتهام تنفيه "ماهان" والحكومة الإيرانية. وتابعت الصحيفة القول "كما طالت العقوبات أيضا ثلاثة رجال أعمال إيرانيين بسبب استخدام جمهورية جورجيا في غسيل أموال لصالح بنوك حكومية إيرانية". وأشارت الصحيفة إلى أن بعضا من المراقبين في إيران والمسئولين في الولاياتالمتحدة قالوا إن الخلاف في المفاوضات غير متوقع في الوقت الذي تتهيأ فيه واشنطنوطهران لمحادثات تعقب اتفاق مؤقت تم التوصل إليه في أواخر شهر نوفمبر الماضي وجمد معظم الأقسام المتقدمة من البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات الغربية.