تسلم الرجل القوى في طاجيكستان، الرئيس إمام علي الرحمن مقاليد الحكم لولاية رابعة من سبع سنوات، السبت، ووعد بخفض الفقر في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة. وقد فاز "علي الرحمن" الذي يحكم طاجيكستان منذ 1992 بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر بحصوله على 84% من الأصوات، فتخطى بذلك نتيجته في الانتخابات السابقة في 2006 التي حصل فيها على 79.3% من الأصوات. ولم يكن المرشحون الخمسة الذين نافسوا "علي الرحمن" معروفين، وقال مراقبون إن هؤلاء المرشحين شاركوا فقط لكي تبدو الانتخابات تعددية. وفي خطاب تنصيبه وعد رئيس طاجيكستان بخفض الفقر في البلاد التي يستند القسم الأكبر من اقتصادها على تحويلات الأموال التي يرسلها مئات آلاف الطاجيك الذين غادروا بلادهم للعمل في الخارج خصوصا في الورش في روسيا. ووعد في خطابه الذي بثته جميع شبكات التلفزة "بخفض مستوى الفقر إلى 30% في 2015 وإلى 20% بحلول 2020". وفي الوقت الراهن، يعيش 40 % من ثمانية ملايين طاجيكي في الفقر، وقد دمر اقتصاد طاجكستان -البلاد الجبلية في آسيا الوسطى والقريبة من الحدود الأفغانية- حرب أهلية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ووعد الرئيس أيضا ببناء عدد من المحطات الكهربائية الجديدة للتخفيف من انقطاع التيار الكهربائي. وخلال الاحتفال، قَبَّل علي الرحمن -61 عاما- علم البلاد وتسلم القلادة الرئاسية الذهبية المرصعة بالزمرد والياقوت. وتفقد عرضا عسكريا في سيارة مكشوفة، وأغلقت الشوارع الرئيسية في العاصمة أمام حركة السير ولم تفتح المتاجر أبوابها، وتدفق عشرات آلاف الأشخاص معظمهم من الطلبة والشبان إلى الشوارع وساروا بضعة كيلومترات. وفي نهاية الاستعراض، بث التليفزيون الرسمي مشاهد لعلي الرحمن عائدا مشيا إلى مكتبه. ولامست نسبة المشاركة 90% في الانتخابات التي انتقدها مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوربا لخلوها من الحملات الانتخابية والمعارضة الحقيقية. وأبرز أحزاب المعارضة، حزب النهضة الإسلامي، أعلن الخميس أن الانتخابات "أثبتت مرة أخرى أن الإرادة السياسية غير متوافرة لدى السلطات الحالية لإجراء انتخابات حرة".