قائد القوة: صو صو صو..والمرشد: هاتعمل فيا إيه ياباشا؟ أبو هرجة:داهية لا ترجعك..وبعضشي: إدي اخرة اللى يقلع النقاب! انهمك محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في كتابة رسالته الأسبوعية التي سيتم تسريبها لوسائل الإعلام وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية.. تلك الرسالة التي ينتظرها أتباعه بلهفة العاشق الولهان ولوعة الظمآن والمحروم من الطعام الجوعان..المشتاق إلى الفتة واللحمة الضأن.. اجتهد المرشد العام كما لم يجتهد من قبل.. فالخطب جلل.. وما يحدث للجماعة في هذه الأيام لم يحدث لها عبر تاريخها على مدى قرن من الزمان..عنون المرشد لرسالته ب "أمة الأهداف السامية والتضحيات الغالية".. ثم شرع يخاطب أتباعه ويستلب عقولهم ويخطف أذهانهم عبر رسالته تلك.. وفجأة كسرت القوات الخاصة عليه باب الشقة وأشهر ضباطها مسدساتهم في وجهه.. فما كان من المرشد إلا أن قفز إلى سجادة الصلاة المفروشة أمامه قائلا: الله أكبر.. منع قائد القوة ضباطه من التقدم ناحية المرشد حتى يتم صلاته.. ولكن المرشد لم يكن ينهي ركعتين بتسليمة سريعة حتى يلحقهما بآخرتين..حتى تعبت القوة وجلست حوله في انتظار أن ينتهي من تمثيليته تلك.. وخاطبه قائد القوة أثناء الصلاة قائلا: إيه يا عم الشيخ بديع.. صليت خمسين ركعة لحد دلوقت.. هاتخلص إمتى ؟ بديع يرد عليه وهو واقف يقرأ الفاتحة: مش هاخلص لحد ما تزهقوا وتمشوا.. وربنا ينجيني منكم.. الضابط منهيا تلك المسخرة: ولا الضالين آمين.. خدوه. المرشد وقد أيقن بنهايته واستحالة الفرار: أنا راجل كبير وسني مش حمل بهدلة..هاتعملوا فيا إيه ياباشا ؟! الضابط ينظر إليه من فوق لتحت ويحرك فمه بكلام خفيض: صو صو صو.. المرشد مستغربا وقد ظن أن العيب في أذنيه: بتقول إيه يا باشا.. معلش ما سمعتش سعادتك.. الضابط يرفع حاجبيه ويقلب شفتيه علامة على الضجر من غباء المرشد ثم بصوت أكثر انخفاضا: صو صو صو.. المرشد مستعطفا وقد ظن أن الضابط قد تفوه بمصائب سوداء لكنه لم يسمعها: معلش آخر مرة ياباشا.. هاتعملوا فيا إيه.. ربنا يسامحكم.. الضابط يشير إلى المرشد بالتقدم نحوه ويقترب بفمه من أذنيه ثم بصوت كالرعد كاد يصم أذني المرشد: القصاص... القصاص... القصاص.. مش دي الكلمة اللي كنت بتغششها لمرسي على الهوا.. يذيع التليفزيون المصري خبر القبض على مرشد الإخوان مرفقا بصور المرشد في سيارة الترحيلات.. ثم يعقبه بالفيديو الخاص بجلوسه في مديرية الأمن ومعاملته معاملة كريمة.. وهنا يضج رواد المقهى بالتصفيق والتكبير والتهليل... الحاج أبو هرجة: أخيرا وقعت ولا حدش سمى عليك يا مرشد الغبرا.. داهية لا ترجعك..عقبال بقية الشلة قادر يا كريم.. ربنا يخلصنا منكم ومن إجرامكم.. حسونة الملواني: إييييه.. إزاي بتقول كده بس يا حاج أبو هرجة.. دول ناس بركة وكانوا بيحملوا الخير لكل مصر.. بس مصر الظاهر هي اللي مالهاش في الطيب نصيب.. دول مجاهدين وشهداء في سبيل الله.. بس الأكادة يا أخي أنا مش عارف إزاي الناس دي تكون بتاعة ربنا كده وصايمين مصليين ومزكيين وربنا يتخلى عنهم وتمسكهم الحكومة الكافرة الملحدة..لا حول ولا قوة إلا بالله.. أكيد ده يا إما ابتلاء من الله يا إما الجماعة دي ارتكبت مصيبة تقيلة قوي وربنا بيكفر عنهم سيئاتهم بالذات المرشد ربنا يفك سجنه ! الحاج بعضشي وقد وضع ملفعته على رأسه متقمصا دور أحد مشايخ السلفية: انظر يا عبد الله حسونة.. هذا المرشد قد ارتكب كبيرة من الكبائر العظيمة يجازيه الله عليها بما يحدث له الآن.. الجالسون على المقهى جميعا: كبيرة إيه بس يا عم بعضشي كفى الله الشر ! بعضشي وقد انفجر من كثرة الضحك: طبعًا كبيرة جامدة جدًا.. ما حدش يلبس النقاب وبعدين يقلعه تاني.. وربنا ما ينتقمش منه ويفضل سليم يا إخواننا..