"أون" مدينة سيدنا موسى التي عاش بها وتحتضن "تابوت السكينة" أو "العهد" الذي يحوي اسم صاحب مصر وحاكمها، ذلك الرجل الذي قيل عنه إنه من سيقيم بها العدل، هذا ما أكده تقرير الأثري الدكتور صلاح الخولي - أستاذ اللغات والآثار المصرية، الوكيل السابق لكلية الآثار جامعة القاهرة - الذي ذكر أن الجسم المفرغ الذي جاء في تقرير تابوت السكينة "وذكر الآية رقم 248 من سورة البقرة" عبارة عن بناء حجري يمثل حجرة أو ما شابه. الدكتور الخولي قال: إن الأشكال العمودية التي ظهرت بتقرير الجيولوجي قد تكون نوعا من الأعمدة الحجرية التي توجد حول هذا الجسم المفرغ - تابوت السكينة - مؤكدًا أنه لتحديد طبيعة ووظيفة هذا الجسم المفرغ والأعمدة المحيطة به بشكل دقيق يستدعي ذلك نوعًا من الكشف والمسح الأثري. تابوت السكينة يوجد أسفل العقار 21 بشارع مؤسسة النور بحدائق الزيتون، ذلك ما أكده مالك العقار المحامي كمال أحمد خلاف، وقال: إنه التابوت الذي حمله الملك طالوت وكان آية من عند الله، وفيه السكينة، وبه بقية ما ترك سيدنا موسى وهارون.. التابوت به اسم صاحب مصر أو الذي سيحكم مصر بالعدل. وكشف خلاف أنه قام بمحاولات عديدة لاستخراج التابوت، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، مما دفعه لإقامة دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية ليكون الكشف الآخر، فقد قام بإجراء مسح راداري أسفل العقار في وجود الأثري الدكتور صلاح الخولي، وقام به الدكتور شرف الدين محمود - رئيس قسم الجيوفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة- ومن خلال المسح اكتشف وجود تتابع طبقي في منطقة المسح يتكون من ردم وخرسانة ثم طبقات صلبة "حجرية" بعد ذلك. تقرير دكتور شرف أكد أنه تم تحديد تغير على عمق 7 أمتار ويمتد إلى عمق يصل إلى 9 أمتار في وسط الحجرة، وتم تتبعه على مدى أربعة قطاعات متوازية بامتداد 1.5 متر، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يكون هذا التغير يمثل جسما مدفونا أو فراغا على هذا العمق، وكشف عن وجود بعض الشذرات الرادارية التي قد تمثل احتمالية وجود أشكال عمودية. خلاف أكد أن الخرائط أوضحت وجود شكل شوكة أثرية أسفل العقار وأعمدة، وهو ما سبب حيرة لدى الأثريين، كما يوجد بالخرائط مجسم على شكل جسم إنسان وكأنه حارس لتابوت السكينة، وهناك تتابع طبقات طينية تصل من عمق 6 إلى 7 أمتار، ثم طبقات حجرية، وهناك أبنية حجرية ذات أشكال مختلفة ما يدل على وجود بناء، وهناك مناطق باهتة بالخرائط، وهي تمثل فراغات داخل التتابع الصخري، قد تكون أنفاقًا أو كهوفًا أو توابيت، وهناك شكل مميز مجسم ومفرغ وله معالم واضحة، وهناك ثماثيل بجانب التابوت، والاختلاف في الأرض ظهر في الكشف الراداري بعمق من 7 إلى 9 أمتار وبارتفاع 2.5 متر، وهذا هو "تابوت السكينة".