الحديث مع النجم القدير عزت العلايلى عن أوجاع الوطن له أهميته، كونه أحد أهم الفنانين الذين لديهم رؤية سياسية ومجتمعية واضحة وثابتة، فهو يرى أن الجيش حاول فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول بشكل سلمى، لكن الإخوان اختاروا المواجهة.. لم يستغرب أعمال العنف من قبل الجماعة لأنه يعلم أن الإرهاب عقيدة إخوانية، مؤكدًا أن الجماعة لن تقوم لها قائمة مرة أخرى.. فى السطور القادمة تفاصيل أكثر عن أرائه فى القضايا الحالية المختلفة.. - فى البداية، هل ترى أنه كان يوجد حلول سياسية بديلة لفض اعتصامى رابعة والنهضة؟ أولا أود التوضيح أن القوات المسلحة حاولت فض الاعتصامين بكافة الطرق السلمية سواء كانت معلنة للجميع أم خفية "من تحت الترابيزة"، ولكن للأسف كافة هذه المحاولات باءت بالفشل والرفض من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لأنهم كانوا "راكبين دماغهم" ومصرين بقوة على عدم فض الاعتصام، لهذا لم يكن أمام الجيش سوى اللجوء إلى فض الاعتصامين أمنيا. - هل كنت تتوقع أن تكون ردود أفعال الإخوان بعد فض الاعتصامين هى أعمال عنف وقتل؟ نعم، فهذه هى استراتيجية الإخوان المعروفة للجميع، فهم يعتقدون أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والانتقام، وهم الآن فى مرحلة انتقام من الشعب جراء ما حدث معهم من قبل القوات المسلحة والشرطة، اعتقادا منهم بأن حقهم فى الاعتصام سلب عنوة، وأن ما يقومون به من أفعال إجرامية إرهابية تأتى كرد منهم على فض الاعتصام، ومن وجهة نظرى الشخصية أرى أن الفترة المقبلة سوف تكون أصعب على مصر، وأن يستمر الإخوان فى طريق العنف والإجرام والإرهاب، ولكن أتمنى أن يعقل الإخوان ويدركوا أن ما يفعلوه جرم فى حق هذا الشعب. - كيف ترى مناصرة الدول الأوربية وأمريكا لجماعة الإخوان، وهل كنت تتوقع هذا الموقف؟ إطلاقًا، لم أكن أتوقع من قبل الدول الأجنبية أن تناصر هذه الجماعة، ولكن المصلحة تحكم، فالغرب لا يهمه ويشغل تفكيره سوى المصلحة، وإسرائيل لها يد فى كل ما يتم اتخاذه من قرارات فى الغرب، ولا يهمها سوى أن تهاجم مصر وتعمل على إضعاف الجيش المصرى مثلما قضوا على الجيش العراقى، خاصة أن الجيش المصرى يعد أقوى جيوش الوطن العربى الآن، وذلك لكى تنعم إسرائيل بحياة هانئة ورغدة، فهى تناصر الإخوان من أجل إيجاد مبرر للتدخل فى شئوننا وإضعاف الجيش المصرى وهذا لن يحدث بإذن الله، فمصر يحفظها الله، وجيشها خير جيوش الأرض. - وما هو رأيك فى تأييد الدول العربية لثورة 30 يونيو؟ هذا الموقف من قبل بعض الدول العربية موقف مشرف وعظيم، خاصة من السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، فهذا أعظم رد على الدول الأجنبية لمناصرتها للإخوان المسلمين، وذلك لأن مصر لها منزلة كبيرة لدى الدول العربية، ولا يقل أهمية عن موقفهم المشرف أثناء حرب 6 أكتوبر 1973، فأعلنت الدول العربية وقوفها بجانب مصر فى مواجهة أى دولة تفكر أن تعتدى عليها وتعمل على إضعافها وتدميرها. - كيف ترى سهولة استباحة دماء المصريين فى الفترة الأخيرة؟ ما يحدث فى الوقت الحالى من كثرة القتلى والمصابين يعد شيئا مؤسفا للغاية، فكلنا مصريون والدم المصرى حرام، وأتمنى أن يصل صوتى للجميع ويتم القضاء على فكرة الدم، وحل الأزمة الحالية بالطرق السلمية. - هل تتوقع عودة مشهد التسعينيات من علميات إرهابية على يد الجماعات الإسلامية؟ أتوقع أى شيء من جماعة الإخوان، وعلينا حاليًا أن نركز جيدًا ونتخذ جميع الاحتياطات اللازمة، ولا بد أن نكون يقظين ومستعدين للرد على فعل أى شيء. - نهاية الإخوان وحكمهم سريعًا.. هل فاجأتك؟ إطلاقا.. فقد كنت واثقا من سقوط الإخوان ومرسى بهذا الشكل استنادا إلى تاريخهم الذى يؤكد ذلك. - البعض يرى أن لدى الإخوان فرصة للعودة للحياة السياسية.. ما تعليقك؟ نهائيا.. لا يوجد لدى الإخوان أى فرصة للعودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية والشارع المصرى، فمن المستحيل أن يتقبلهم الشعب بعد كل هذه المذابح التى قامت بها الجماعة من سحل وقتل وتخريب وتمثيل بالجثث، لهذا فأنا على ثقة كبيرة أنه من المستحيل أن يقبل الشعب فكرة مشاركتهم فى الحياة السياسية. - ما رأيك فى تغطية قناة الجزيرة والتليفزيون المصرى للأحداث الراهنة؟ ما تفعله قناة الجزيرة شيء مؤسف للغاية، وعيب فى حق الإعلام أن تكون هذه التغطية لقناة ناطقة باللغة العربية ومحسوبة على الأمة العربية ودول الخليج، أما التليفزيون المصرى فيحاول توصيل رسالة صادقة للمشاهد بعيدا عن تزييف الحقائق الذى تفعله غيره من القنوات العربية. - هل ترى أن السلفيين سيحلون محل الإخوان؟ أحب أن أؤكد على أن مصر مفتوحة لجميع الأحزاب والتيارات، ولا تقف على حزب بعينه، وحزب النور المنتمى للجماعة السلفية يمثل فصيلا من هذا الشعب، وحتى الآن لم يظهر منهم أى ظاهرة إيجابية أو سلبية. - أيهما أصلح لمصر فى الوقت الحالى؛ الحكم العسكرى أم المدنى؟ الحكم المدنى طبعا هو الأفضل للمصر. - من الشخصية التى تصلح لقيادة الدولة فى الوقت الحالى؟ لا يوجد اسم معين، ولكن هناك صفات لا بد من توافرها فيمن يتم انتخابه رئيسا لهذا البلد، وهى أن يكون رجلا وطنيا من الطراز الأول وله تاريخ وطنى معروف ومتميز بكفاءة سياسية واقتصادية وعلمية، ولديه استراتيجية واضحة لحكم مصر. - كيف ترى استقالة البرادعى من منصب نائب رئيس الجمهورية؟ هو موقف غامض وغريب للغاية فى ظروف صعبة، وأريد من البرادعى أن يفسر عبر وسائل الإعلام أسباب الاستقالة، وأن يكشف ماذا فعلت به مصر ليكون هذا هو موقفه. - هل تؤثر الأحداث الراهنة بالسلب على الحياة الفنية؟ بالتأكيد، فما تشهده البلد من أحداث مؤسفة لها تأثير كبير على الفن، ولا نستطيع حاليا العمل نتيجة لما يحدث بالبلد من خراب ودمار، ولكننا نتحمل هذا ونرضى به من أجل أن تعبر مصر هذه الأزمة والمحنة بسلام، وأتمنى أن تنتهى هذه الأحداث المؤسفة فى أقرب وقت حتى تعود مصر إلى ما كانت عليه من قبل من أمن وأمان.