كانت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، أحد ضيوف صالون "فيتو" حيث كشفت عن تجربتها أثناء اعتصام فناني ومثقفي مصر داخل وزارة الثقافة للمطالبة برحيل "علاء عبد العزيز" الوزير الإخواني الذي جاء لاستكمال مخطط الأخونة، وكيف تخشى جماعة الإخوان المسلمين من "النجاح"، وكيف استخدمت دار الأوبرا قوتها الناعمة في تحقيق ثورة 30 يونيو. الدكتورة إيناس عبد الدايم قالت: لم أكن أتوقع أن أكون أحد أهم الأسباب في اعتصام الفنانين والمثقفين داخل وزارة الثقافة، حيث رفض العاملون بدار الأوبرا طريقة خروجي منها بعدما أبلغ علاء عبد العزيز وزير الثقافة السابق أمن الأوبرا بأنه سيرسل قوات الشرطة إلى الأوبرا لتخرجني من مكتبي، فقلت لهم: "لو راجل يعملها ويخرجني من بيتي". وأضافت عبد الدايم أن "مسرح الشارع" كشف لها الفجوة بين الثقافة وما يحتاجه الشارع، والذي نتج عن اعتصام الفنانين والمثقفين أمام وزارة الثقافة بالزمالك، حيث كان يقدم عليه كل أشكال الفنون من أمسيات شعرية وباليه ومسرحيات، وغناء عربي وأيضا الأوبرالي والتي تفاعل معها أهالي منطقة الزمالك والمناطق المجاورة وأيضا مشاركة فرق الأقاليم. وأوضحت أن هذا المسرح ولد منه فكرة "الأوبرا المتنقلة" التي تجوب جميع المحافظات والأقاليم كي يتفاعل معها الجمهور، وأن هذه الفكرة هي الأولى على أجندة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة لتنفيذها. وأضافت عبد الدايم أن دار الأوبرا عملت في ظروف صعبة للغاية، حيث تم استخدام القوى الناعمة لها وتغيرت سياستها، لتناسب المرحلة التي نعيش فيها، وتركزت الحفلات على الموسيقى العربية التي تخاطب الحماس المصري. وخلال حديثها أشارت إلى أنها أضافت الكثير إلى برنامج الأوبرا للعام القادم بعد تجربتها في اعتصام وزارة الثقافة، ومنها الخروج بقوافل ثقافية تنتشر في القاهرة والإسكندرية وباقي المحافظات، وذلك بالتعاون مع قصور الثقافة، لافتًة إلى أن دار الأوبرا تتبنى الآن مشروع "ثقافة الاختيار"، والذي بدأه شباب المعتصمين حينما أصروا على إزالة "النظام الإخواني"، وهذا المشروع يركز على حملات التوعية الفكرية والسياسية والذي سينفذ بالتعاون مع الهيئات الثقافية الحكومية والخاصة. عبد الدايم أكدت أنها ضد كل الدعوات التي تنادى بتفكيك وزارة الثقافة، فالوزارة تخدم 70% من مثقفي مصر الذين هم خارج الوزارة نفسها، كما أنها تعمل على الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وأي محاولة لتفكيكها تكون ضمن مخطط تفكيك الدولة المصرية، ولكن وجب الآن على وزارة الثقافة تغيير مشروعها، فالرؤية التي وضعها الدكتور ثروت عكاشة رحمة الله عليه كانت تخدم مرحلة معينة وحققت نتائجها، أما الآن فعلى الثقافة أن تتحرر من داخل مؤسساتها لأن شباب الجيل القادم أصبحوا يتحدثون لغة مختلفة لا بد من مواكبتها. وفي نهاية لقائها معنا وجهت الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيسة دار الأوبرا المصرية رسالة إلى كل جنود القوات المسلحة البواسل وضباط الشرطة الذين يواجهون الموت من أجل الدفاع عن مصر والمصريين، قائلة: "ربنا يحميكم، وعمرنا ما فقدنا الثقة فيكم ولا في وطنيتكم، ويكفي طلب السيسي حينما قال: انزلوا يوم الجمعة 26 يوليو والشعب لبى النداء، ولو السيسي طلب من الشعب أن يذهب إلى سيناء فمصر كلها ستحميها".