مع سقوط حكم الرئيس المعزول بدأت جماعة الإخوان فى الكشف عن وجهها القبيح، وهو وجه الإرهاب المتستر وراء ادعاءات الدين، وظهر ذلك بشكل خاص بعد فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، وأثار ذلك تساؤلا مهما وهو ما مستقبل هذه الجماعة بعد أن ظهرت حقيقتها الإرهابية، «فيتو» حاورت الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، فإلى نص الحوار.. بعد أفعال جماعة الإخوان منذ الإطاحة بمرسى، كيف ترى مستقبل هذه الجماعة؟ بالتأكيد أن أعمال العنف والإرهاب التى أقدمت عليها جماعة الإخوان منذ الإطاحة بمرسى وبشكل خاص بعد فض اعتصامات أنصارها فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة قد أفقدت الجماعة جزءا كبيرا من شعبيتها التى كانت موجودة سابقا حينما كانت مضطهدة فى فترة حكم مبارك، وأعتقد أن الجماعة بدأت فى الفقدان التدريجى لشعبيتها منذ أن استغلت ثورة الشباب فى 25 يناير، وبدأت بالقفز عليها للحصول على مكتسباتها فزاد الأمر مع حصولهم على الأغلبية البرلمانية ثم الوصول لكرسى الحكم، هل تعتقد أن الجماعة من الممكن أن تقبل بالأمر الواقع وتسعى إلى الاندماج فى المشروع الوطنى؟ - أعتقد أن الفرصة لا تزال موجودة للحاق بقطار العملية السياسية إذا كان لديهم نوع من الذكاء والحكمة السياسية، ولكن الفترة القادمة هى الأصعب لأنها الفارقة فى تحديد مستقبل جماعة استمرت فى العمل السياسى لسنوات طويلة رغم الاضطهاد، وأرى أن الأمر صعب عليها لأنها فى الفترة الأخيرة كتبت شهادة وفاتها شعبيا بنفسها. وإذا قبلت الجماعة بالأمر فكيف لهم أن يعيدوا إدماج أنفسهم فى الحياة السياسية؟ - كما قلت لك، لا يحدث ذلك إلا بالذكاء والذى يتمثل فى خروج الرئيس المعزول محمد مرسى، وذلك إذا كان لديه ذرة من الوطنية -بخطاب على الشعب المصرى يعترف فيه بأخطائه وأخطاء جماعته والممارسات الخاطئة التى وقعت منهم فى العام الماضى ويعلن رضاءه بخريطة مستقبل ثورة 30 يونيو لإنقاذ البلد، وعلى الجماعة اتخاذ نفس الإجراء وإذا قبلت الجماعة المشاركة فى الحياة السياسية هل تعتقد أنها ستحصل على ثقة المصريين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - إذا فعلت ما أشرت إليه سابقا فستكون لها فرص معقولة فى الحصول على نسبة مرضية من مقاعد البرلمان، ولكن بدون ذلك فسوف تحصد أقل القليل فى أى عملية ديمقراطية. هل تتوقع استمرار تحالف التيارات الإسلامية مع الإخوان فى الفترة القادمة؟ - أعتقد أن هذه التيارات تبحث عن مصالحها أينما كانت، فحينما كانت مصالحها مع جماعة الإخوان المسلمين فى فترة حكم مرسى أظهروا لهم مزيدا من الدعم فوجدنا تهديدات الجماعة الإسلامية وغيرهم من أنصار تيار الإسلام السياسى بإراقة الدماء إذا ما أطيح بمرسى، وكذلك وجدنا التحالف بين الطرفين أثناء اعتصام رابعة العدوية. وفى رأيك كيف يمكن السيطرة على حالة العنف التى تسبب فيها أنصار المعزول فى الشارع؟ بالتأكيد أن هذه الحالة من العنف والدمار ترجع إلى أن الجماعة تملك كميات كبيرة من الأسلحة خرجت وقت الحاجة، وليس أدل على ذلك من كميات الأسلحة التى تم استخراجها من اعتصامى رابعة والنهضة، وشخصيا أعتقد أن الحل الأمنى هو الأنسب للقضاء على هذه الحالة.