كشفت مصادر من داخل حزب النور السلفى النقاب عن تفاصيل لقاء تم بين قيادات الحزب والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بناء على طلبه للتحاور مع قيادات الحزب السلفي بعد اعتراضاتهم المتكررة على خطوات واليات تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها بين القوى السياسية يوم 3 يونيو عقب عزل الرئيس الاخوانى وكذلك التصريحات التى خرجت من بعض القوى المدنية بضرورة إبعاد حزب النور من المشهد السياسى فضلا عن رفض النور تعديل مواد الهوية فى التعديلات الدستورية الجديدة. المصادر أكدت أن هيكل حاول إقناع وفد من قيادات النور الذى ضم كل من الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب والمهندس أشرف ثابت عضو المجلس الرئاسى للحزب بضرورة التواجد فى المشهد السياسى وعدم الانسحاب من خارطة الطريق لما يشكله ذلك من خطورة كبيرة على نجاحها. هيكل أكد لهم أنه سيقنع النظام الحاكم بضرورة أن يتواجد النور بشكل أكبر فى لجنة تعديل الدستور، أى بواقع ممثلين اثنين فى لجنة الخمسين المكلفة بإعادة صياغة الدستور بعد فشل لقاء تم بين أحد الشخصيات العسكرية لزيادة أعداد الإسلاميين فى لجنة إعادة صياغة الدستور. حزب النور- بحسب تأكيدات المصادر- اشتكى لهيكل تجاهل الحكومة الحالية للحزب وإمكانيته وتأثيره فى الحياة السياسية وتجاهلها للحزب فى أغلب دعوات الحوار وكذلك فى اختيار المحافظين وأنهم غير راضين تماما عن الأداء الحكومى والتجاهل التام له خاصة بعد عقد لقاء مع القوى السياسية ولم تتم دعوتهم وإعلان الحكومة عن عقد لقاء خاص مع الإسلاميين وعدم تنفيذها له. المصادر أوضحت أن هيكل طلب الجلوس مع حزب النور بطلب من قيادات عسكرية وذلك خوفا من أن تؤدى التهديدات والاعتراضات المستمرة لحزب النور إلى ترجيح كفة الإخوان فى اعتصامهم قبل فضه، خاصة وأن وجود الكتلة السلفية فى الاعتصام كان قد تزايد بشكل كبير. وفى ذات السياق أكدت المصادر أن قيادات حزب النور هددت بالانسحاب من لجنة تعديل الدستور وعدم الاشتراك فيها إذا لم يتم تنفيذ وعود هيكل لهم بزيادة عدد مقاعد النور فى لجنة تعديل الدستور وكذلك عدم المساس أو الاقتراب من المادتين 2و219 على وجه التحديد. وأكدت المصادر أن السبب الرئيسى وراء تأخر قرار النور بالاشتراك فى لجنة تعديل الدستور أو اختبار الشخصيات التى تمثله فيها كان بسبب هذا الاجتماع وهو ما تم مناقشته فى الاجتماع الأخير لحزب النور والدعوة السلفية وعليه تم إصدار بيان للحزب بإمكانية المشاركة إذا توافرت عدد من الشروط وهى نفسها التى طلبها من هيكل. وأهم الشروط التى اشترطها النور هى عدم الاقتراب من المواد الخاصة بانتماء الدولة المصرية ومواد الهوية وهذه المواد بالذات تعهد الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الدولة المستقيل والأنبا تواضروس بعدم المساس بها فضلا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. ووفقا للمصادر فإن هيكل والنور والسيسى يرون أن هذا التعهد أصبح التزاما أخلاقيا وسياسيا يستحيل أن تكون خارطة طريق 3 يوليو معبرة عن توافق سياسى دون الوفاء به. هيكل وعد النور أيضا بعدم تعديل المواد الخاصة بحرية إنشاء الأحزاب، واقتصار منع إنشائها على أساس التمييز بين المواطنين مع بقاء انشائها على أساس المرجعية الإسلامية، بالإضافة إلى المواد المتعلقة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وضبط الصياغة للمواد التى انتقدت صياغتها وكذلك تعديل معايير اختيار أعضاء لجنة الخمسين بصورة تعطى للأحزاب السياسية وضعها الذى يتناسب مع أى دولة تبحث عن بناء حياة سياسية سليمة. السلفيون ممثلون فى حزب النور وافقوا على ذلك بعد أن أقتعهم هيكل بضرورة البقاء وبأنهم سيكونون الشريك الأنسب للسلطة بدلا من الإخوان وطمأنهم بان الأحزاب الإسلامية لن يتم المساس بها. وفى سياق متصل أجرت قيادات حزب النور اتصالات مكثفة بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للتأكيد على ما تم الاتفاق عليه بخصوص مواد الشريعة الإسلامية والهوية والقيام بدور قوى مع حزب النور لتحقيق ذلك. وبالفعل أكد الطيب أنه لن يسمح لأحد بالمساس بمواد الهوية فى الدستور الجديد وأن على الجميع الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى اجتماع المجلس العسكرى الذى وضعت فيه خارطة الطريق.